أم العوافي.. حكاية شعبية

أم العوافي.. حكاية شعبية

يرسمها : فارس قرة بيت

الحكايات الشعبية هي حكايات خيالية, روتها لنا الجدات ونحن صغار. وكانت قصة أم العوافي إحدى هذه الحكايات.

ترتدي أم العوافي ملابسها المبهرجة الألوان, وتحمل عصاها بيدها وتتجول بين البيوت مساء دون أن يراها أحد, أو يلحظها أي أحد, حتى الكبار أنفسهم!

تمشي أم العوافي وهي تسترق النظر عبر النوافذ والأبواب لترى الأطفال الذين يرفضون تناول الطعام فتسلبهم (تأخذ منهم) صحتهم وعافيتهم لتنعم هي بها بدلا منهم.

صاحت سارة بغضب وهي تسد أنفها بإصبعيها: ما هذا? سمك! أبعدوه عني, أنا لا أطيق رائحته!.. وانشغلت باللعب دون أن تستمع لأمها التي تلح عليها بتناول الطعام.

وفي اليوم التالي قدمت الأم لسارة حليبًا وبيضًا مسلوقًا, ولكن سارة أزاحت الطبق جانبًا وفتحت فمها: أنا لدي أسنان, وهذا الحليب للصغار, وما هذا? بيض! أنا لا أحب صفاره, ولا أحب أيضًا بياضه!.. وأخرجت قطعة شوكولاته من جيبها والتهمتها بشغف.

فرحت أم العوافي, للمشهد الذي رأته, فأخيرًا وجدت طفلة تتمرد على كل طعام يقدم لها وتعيبه وهمست دون أن يسمعها أحد: إذن هذه الطفلة سارة لا ترغب بصحتها وعافيتها لأنها ترفض كل طعام صحي ومفيد يقدم لها, سأحول طاقتها إليَّ لأزداد صحة وعافية فأتمكن من التفكير والحركة.

وبسرعة وجهت أم العوافي عصاها نحو سارة فسقطت أرضًا وهي تتأوه من الألم! أسرعت الأم بحملها إلى الطبيب الذي ما إن فحصها حتى قال إن سارة تعاني من فقر شديد بالدم وكتب لها بعض العلاج.

ظلت سارة حبيسة الفراش أيامًا عديدة وقالت لها أمها: إذا أردت أن تستعيدي صحتك وعافيتك, وتشاركي أصدقاءك اللعب فعليك بتناول الطعام الذي أقدمه لك. طبقت سارة جدولاً منتظمًا في تناول الدواء والطعام حتى تورد لون خديها, واكتست صحة وعافية.

شعرت أم العوافي ببعض النقص في طاقتها فعلمت أن طفلاً ما قد سمع كلام أمه وتناول طعامه لذلك استعاد طاقته من عندها, حملت عصاها وراحت تراقب الطرق من جديد تبحث عن طفل لا يسمع الكلام, ولا يحب الطعام, لتسرق عافيته.

 


 

لطيفة بطي