3 سمكات ذهبيات

3 سمكات ذهبيات

رسوم : علي دسوقي

يخرج الصيادون إلى البحر كل نهار, حاملين شباكهم إلى قواربهم, ينطلقون في الماء, يلقون بالشباك وينتظرون, فيأتي البحر بما يشتهون من رزقه الوفير, فيشكرون الله على نعمائه, ويعودون لسوق السمك فيبيعون من صيدهم ما تيسر, ويأخذون لأهلهم ما تبقى.

خرج الصياد عياد معهم, جامعًا خيوط شبكته على كتفه, ممسكًا بيده القوية الجراب الذي سيحمل صيده فيه,, دفع القارب للماء وقفز فوقه, واستطاع بمجدافيه أن يسرع إلى خليج تكثر الأسماك الذهبية فيه.

مرت ساعة, وبعدها ساعتان, وعندها أحسّ أن الشبكة تهتز, ففطن إلى أن صيدًا بداخلها يرقص, فأرخاها قليلاً, ثم جمع أطرافها وسحبها بقوة, لكنه لم ير في نهايتها غير سمكة ذهبية صغيرة, أمسكها وهَمَّ بوضعها في الجراب.

صرخت السمكة الذهبية الصغيرة في وجه الصياد عياد: ماذا ستفعل بي?أجابها والدهشة تملأ كلماته: سأضعك في جرابي, وأرمي شبكتي, لعلي آتي بسواكِ.. قالت السمكة: وماذا تفعل بسمكة صغيرة مثلي لا تسمن ولا تغني من جوع? ألقِ بي للبحر فتأتيك سمكة أكبر ودعني أسبح حتى تأتي للصيد في المرة القادمة.

ألقى الصياد عياد السمكة الذهبية الصغيرة وانتظر. وبعد ساعة أحس بالشبكة تهتز, وفرح لأن حركة الشبكة كانت أكثر, وهذا يعني أن الصيد أكبر. وقد صدقت السمكة الذهبية الصغيرة فقد كانت هناك في الشبكة سمكة ذهبية أكبر, ولكنه ما إن هم بوضعها في جرابه حتى حدثته بما قالته له السمكة الذهبية الصغيرة, فصدقها وألقى بها للبحر.. وانتظر.

عندما لامست السمكة الذهبية الماء, أسرعت إليها صديقاتها, فأخبرتهن بما كان بينها وبين الصياد عياد, فضحكن كثيرًا.

كانت السمكة الذهبية الصغيرة قد أخبرتهن بماحدث معها, ونصحتهن أن يقلن له - إذا وقعن في شبكته - ما قالته نفسه, لأنه كان يبدو طماعًا, يرمي القليل الذي في يده مقابل كثير في بطن البحر!

بعد ساعتين اهتز قارب الصياد عياد من ثقل صيد شبكته, وسحبها فإذا بها سمكة ذهبية كبيرة, ففرح بها, وهم بوضعها في جرابه,, لكنها سألته: ماذا ستفعل بي أيها الصياد? فرد قائلاً: سآخذك إلى السوق فأبيعك, لأشتري بثمنك لحمًا وخبزًا وفاكهة. فقاطعته: وماذا تأخذ ثمنًا لسمكة واحدة فقط? ألقِ بي إلى البحر, فأجمع لك صديقاتي ونأتي لشبكتك جميعًا!

لم يفطن الصياد عياد لخدعة السمكة الذهبية الكبيرة, وما إن ألقى بها إلى الماء, حتى غاصت وجمعت صديقاتها, وانطلقن بعيدًا عن قاربه, وانتظر الصياد عياد ساعة, وساعتين, وبعد 3 ساعات غربت الشمس, فعاد إلى الشاطئ وجلس حزينًا بجانب جرابه الخالي.

 


 

أمنية سعيد