أدباء الغد

أدباء الغد

أسرة التحرير الكريمة في مجلة (العربي الصغير):

تحيّة طيّبة وبعد, وكل أضحى وأنتم بخير:

أنا الكاتبة والصحفيّة نجلا أحمد علي, عضو اتحاد الكتّاب العرب بسورية, قاصّة, روائيّة, كاتبة مسرح وأدب أطفال.

حائزة على جوائز أدبية عديدة في الكويت - الإمارات.

منها جائزة الدكتورة سعاد الصباح لأفضل قصّة قصيرة (مجموعة).

أتوجّه إليكم برجاء نشر مساهمة قصصية بعنوان (اختفاء دمية) للطفلة (ألوان ياسر معروف) - تسع سنوات - المتفوّقة في مدرستها, وفي كتابة موضوعات التعبير, وهي تلميذة نجيبة من تلميذاتي, تواظب على شراء وقراءة مجلة (العربي الصغير) بشغف كبير, وتحتفظ بجميع أعدادها.

وبناء على إلحاحها, وجّهتُ إليكم هذا الخطاب, راجية نشر المساهمة في المجلّة, من باب تشجيع المواهب الطفليّة, ورعاية الإبداع لدى الصغار, علمًا أنني أحتفظ بمساهمات لطفلات أخريات مثل: قمر علي - نور علي - سنابل معروف, ويسعدني أن أرسلها لكم تباعًا إذا تلقّيت استجابة منكم, وترحيبًا بتلك الإبداعات وصاحباتها.

ودمتم خير من يرعى الطفولة وقضايا الطفولة.

مع فائق الشكر والتقدير والسلام لشخصكم الكريم.

الأديبة: نجلا أحمد علي - معلّمة أطفال
طرطوس - سورية
[email protected]

اختفاء دُمية

بقلم : ألوان ياسر معروف

طرطوس/ سورية - العمر 9 سنوات

في يوم ربيعي جميل, والأرض موشّحة بثوب أخضر مزركش بألوان الزهور المختلفة, قلت لوالدي بفرح:

- أليس الجو جميلاً للقيام بنزهة إلى الريف الهادئ?

ابتسم قائلاً:

- فعلاً, الجو مناسب جدًا للقيام بنزهة مميزة.

ولم يكد ينهي جملته حتى ركضتُ مسرعةً إلى أختي وأمي, أزفّ لهما الخبر الجميل. أعددنا بسرعة ما تستلزمه الرحلة من طعام وشراب وأدوات. وصلت السيارة التي ستقلنا, صعدنا إليها بلهفة, ثم أخذنا نردد الأغاني ريثما نصل.

بعد زمن, وصلنا مبتغانا, أنزلنا أغراضنا ونحن مسرورون جدًا, يا لجمال الطبيعة! رائحة الأرض زكية, والسماء مشرقة, بدأ والدي بإشعال النار, أخذت أمي ترتّب أغراضنا, وكنا نساعدها في إخراج محتويات الأكياس, وبينما فتحنا واحدًا منها, فوجئنا بمحتواه!!

كان فيه حلويات شهيّة غير التي أعدّتها أمي. وللتأكد, عرضناها عليها, فأبدت استغرابها! فعلاً هذا الكيس ليس لنا. وتساءلنا: ما العمل?

تركنا الكيس جانبًا, أما أبي فقد اتصل بالسائق الذي أقلنا, فأخبره بأمر الكيس, حضر السائق فورًا, واتضح أن الكيس له, فأخذه وشكر لنا صنيعنا, ثم أمضينا نهارنا بسعادة وهناء, وقررنا إعادة القيام بهذه الرحلة كلما سنحت الفرصة.

بعد شهر تقريبًا, ذهبنا في رحلة مع السائق نفسه, فور وصولنا, وقفتُ أتأمّل الطبيعة الخضراء, والزهور الملوّنة بألوان قوس قزح, قالت أمي:

- ما أجمل الطبيعة!

قلتُ مؤكّدة: فعلاً إنها جميلة, والهواء منعش, يشجع على اللعب واللهو.

عندها, تذكرت دميتي المفضلة التي أحضرتها معي كي تشاركني هذه المرة فرحتي, فألعب بها مع أختي, ذهبت إلى حيث وضعنا أغراضنا كي أحضرها, بحثت عنها فلم أجدها, فصرخت: لعبتي...لعبتي...ليست هنا!!

ركضت أختي فسألتني عن حالي. أخبرتها أني لم أجد الدمية, تذكرتُ فجأة أني ربما نسيتها في المقعد الخلفي للسيارة. حزنتُ كثيرًا, أسرعتُ إلى أبي وأخبرته ما حدث معي, سارع والدي واتصل بالسائق. لكنه لم يكن موجودًا, كرّر الاتصال, دون جدوى!

بكيتُ كثيرًا, فحضنني والدي وهدّأ من حزني قائلاً:

- لا تحزني يا ابنتي. أؤكّد أنكِ سترين لعبتك مرة أخرى.

مضى يومان وحزني على دميتي يزداد. وبينما أنا أفكّر شاردة, سمعتُ صوتَ والدي يناديني بفرح:

- تعالي حبيبتي, لكِ عندي مفاجأة.

خرجتُ معه من المنزل, فوجدتُ أمامي السائق وهو يخفي شيئًا وراءَ ظهره. خاطبني قائلاً:

- لديّ شيء أنتِ مشتاقة جدًا إليه.

أظهر ما بيده, وكم كانت فرحتي عظيمة عندما رأيتُ دميتي الحبيبة في يديه. شكرته جزيل الشكر, لأنه كان صادقًا وأمينًا معنا. وبعد ذهابه قال والدي:

- أرأيت يا ابنتي, المعروف يُردّ بالمعروف. هذا جزاء صنيعنا مع السائق عندما أعدنا له كيس الحلوى الذي هو من حق أولاده.

أتدري يا أبي?

أن الأمانة والصدق يقويّان علاقة الناس مع بعضهم, وينالونَ رضى الله وثوابه, والجنة ونعيمها في الآخرة.