أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

لا توجد ألوان في الكذب, لذلك لا تصدق ما يقال من أن هناك كذبًا أبيض لا يضر أحدًا, وكذبًا له ألوان أخرى. صفة الكذب واحدة, وإذا تعود عليها الإنسان - خاصة في صغره - من الصعب أن يقلع عنها, لذا فإن دهشتي تزداد في مطلع هذا الشهر من كل عام, شهر أبريل الذي تعوّد البعض أن يبدأه بكذبة, يطلق عليها (كذبة أبريل), والغريب أنها عادة أصبحت عالمية, يقال إن الهدف منها هو إثارة المرح والضحك, ولكن هذا الأمر لا يتحقق في أحيان كثيرة, فالأفراد لا يتبادلون الأكاذيب فيما بينهم فقط, ولكن الصحف ووسائل الإعلام تتدخل في هذا الأمر أيضا, بل وتتبارى في الإثارة, فتنشر العديد من الأخبار المفزعة, مثل قيام الحرب العالمية الثالثة التي سوف تبيد العالم, أو غزو قادم من الفضاء الخارجي أو ظهور وحوش عملاقة من فترة ما قبل التاريخ, وقد نشرت إحدى الصحف في الكويت في العام الماضي أن الحكومة قررت فرض ضرائب باهظة على المواطنين وقد أصيب الجميع بالفزع وتعطلت كثير من الأعمال, وهكذا فإن هذه الأكذوبة لا تحقق غرضها من المرح فقط, ولكنها تتحول إلى كوابيس تنغص على الناس عيشهم, وتجعل من الأول من أبريل يوما مليئا بالشك لا يدري المرء إن كان يصدق ما يسمعه فيه أم لا!

إننا لسنا ضد المرح, فهو عنصر لازم لتخليص حياتنا من التوتر ولكن دعونا نبحث عن وسيلة أخرى لذلك, وأن نحول الأول من أبريل إلى يوم للصدق, مثل كل يوم في حياتنا, يقول المرء فيه كل ما يشعر به بصدق وأمانة, وسوف تكون النتائج أفضل.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف