الإسلام حضارة

الإسلام حضارة

من المدن الإسلامية البصرة

مدينة البصرة اليوم هي مدينة عراقية, وتعتبر جنة من النخيل, وتقع على الضفة الغربية من شط العرب على بعد حوالي (67) كيلومترا من الخليج العربي, و(549) كيلومترا من مدينة بغداد, وهي منفذ العراق لأقطار الخليج العربي والشرق الأقصى بحرا.

مدينة البصرة مدينة عربية إسلامية النشأة, أسسها عتبة بن غزوان عام 16 هجري أي في عام 637 ميلادي, خلال فترة خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

سميت البصرة كذلك نسبة إلى البصرة وهو نوع من الحجر الأبيض بنيت به المدينة, وقد مرت مدينة البصرة بخمس مراحل في إنشائها: كانت الأولى حين كتب عتبة بن غزوان للخليفة عمر رضي الله تعالى عنه أنه لا بد للمسلمين من منزل يشتون به إذا شتوا ويسكنون فيه إذا انصرفوا من الغزو, فوافق الخليفة عمر واختار عتبة الموقع فكانت البداية متواضعة إذ ضربوا الخيام والقباب ولم يكن بها أي بناء من الحجر.

المرحلة الثانية حين بنى الناس مساكن بالقصب, وبني المسجد ودار الإمارة والرحبة وفيها ديوان الحكم. فكان المسلمون إذا خرجوا للفتح نزعوا ذلك القصب وحزموه وصفوه حتى إذا رجعوا أعادوا بناءه.

في المرحلة الثالثة استعملوا بناء اللبن والطين وسقف الخشب. وكتب إليهم عمر قد كنت أكره لكم ذلك فإذا فعلتم فعرضوا الحيطان وارفعوا السمك وقاربوا بين الخشب. وكان الخليفة عمر بن الخطاب يريد أن تكون المدن الجديدة مجرد معسكرات للجند لا مدنا عامرة بأشكال الترف.

كانت أول دار بنيت في البصرة دار نافع بن الحارث ثم دار معقل بن يسار المزني. وكان ذلك في العامين الأولين ما بين 14هـ / 636 م و16هـ / 634 م.

وتوالى على البصرة من بعد عتبة مجاشع بن مسعود السلمي, ثم المغيرة بن شعبة الثقفي, ثم جاء أبو موسى الأشعري ما بين عامي 17-29هـ / 638 -650م وشرع في تغيير هيكل المنشآت الدينية والإدارية والمدنية في البصرة فبنى المسجد ودار الإمارة باللبن والطين, وغرس النخل وتسابق الناس إلى زراعة الأرض المتروكة.

قسمت مدينة البصرة إلى خمسة مواقع, لتسكن خمس قبائل وكان لكل قبيلة مسجد أو مسجدان.

مع انتقال مركز الخلافة إلى الشام, استمرت البصرة في التوسع وكثر عمرانها, وبذل الخلفاء الأمويون جهودا كبيرة في إظهارها بالمظهر اللائق كمركز مهم من مراكز ولاة الإقليم في بداية الحكم الأموي, وصاحب هذا التقدم العمراني نمو واضح في الصناعة والزراعة والتجارة وفنون أخرى.

في العصر العباسي الأول ازدهرت البصرة وذاعت شهرتها وقصدها طلاب العلم والأدب واللغة وبرز فيها أعلام كان لهم دور بارز في علوم اللغة والفقه والأدب, وفي سنة 656هـ / 1258 م استولى المغول على البصرة, وكذلك استولى عليها العثمانيون عام 941هـ / 1534 م.

وقد بدأ أهل البصرة القديمة يهجرونها حتى تناقص عدد سكانها, حتى هجرت تماما في القرن الحادي عشر الهجري / السابع عشر الميلادي, وتحول معظم السكان إلى البصرة الحديثة التي حلت محل البصرة القديمة.

واشتهرت البصرة بأعمال الفنانين المسلمين المعماريين, فكان فيها متنزهات كثيرة, وحمامات جميلة, وبساتين خضراء.

 


 

هيثم خيري