هذه مهنتي

هذه مهنتي

المايسترو

هناك مهن كثيرة في حياتنا, لكن مهنة صديقي مختلفة جدا! إنه مايسترو, أي أنه شخص يقود فريق العازفين في الفرق الموسيقية الكبيرة, وهو أيضا مؤلف موسيقي. أهلا بكم مع قائد الأوركسترا شريف محيي الدين.

في البيت الذي تربى فيه شريف محيي الدين, اجتمع مبدعون كثيرون: منهم رسامون ونحاتون وعازفون وأدباء. في البيت كان هناك الرسام الكبير حسين بيكار الذي أنشأ أول مجلة أطفال عصرية في العالم العربي, والخزاف محيي الدين حسين والد الموسيقار, والموسيقار عبده داغر والشيخ محمد عمران.

عندما كان سن شريف محيي الدين في مثل عمركم, أي 12 سنة, وكان في معمل والده, لم يكن حذرا حين اقترب من مكبس للبلاط كان يستخدم في الرسم والنحت, فوضع كفه, وأصيب في يده اليمنى!

كانت الإصابة تمنع شريف من العزف على أي آله لأنها اليد اليمنى. التحق شريف بمدرسة عادية بالقاهرة وفي النهاية بعد مغامرات طويلة, كان يذهب إلى معهد الموسيقى ويغني في كورال الأطفال حتى حفظ كل شيء وانتقل بين الأصوات بحرية شديدة فوجدوا له آلة نفخ تسمى الكورنو تسند باليد اليمنى وتعزف باليسرى وفعلا بدأ العزف على الكورنو.

في السنة التالية بدأ شريف يؤلف موسيقى, فالتحق بقسم التأليف. ولكن نصف المواد التي يدرسها كانت تتطلب إجادة عزف البيانو, الذي من الصعب أن يستعمله بسبب إصابة يده اليمنى, ولكن أستاذه جمال عبد الرحيم قام بتبديل المواد الدراسية الخاصة بالبيانو بمواد تصلح لآلات أخرى, مثل العود. واستمر شريف في المعهد وحصل على شهادتين في الموسيقى; بكالوريوس العزف وبكالوريوس التأليف معًا.

أثناء الدراسة كان شريف يجمع أصدقاءه من الأوركسترا ويقود بشكل هاوٍ. وعندما تخرج كانت مرحلة مهمة جدا في تاريخ الموسيقى في مصر وقت افتتاح الأوبرا الجديدة التي بناها اليابانيون. كلفه فاروق حسني وزير الثقافة بتأليف مارش الافتتاح لأوبرا القاهرة. ورغم ضيق الوقت استخدم إيقاعًا مصرًيا مشهورًا ليؤلف الموسيقى.

ومنذ ذلك الحين بدأ نجاح الموسيقار شريف محيي الدين الذي قدم أعمالاً كثيرة جمعها على أسطوانات تسجل رحلته الموسيقية من سنة 1984 إلى 2004 وقد عمل شريف أيضًا سنة 1989 مديرًا لمهرجان القلعة السنوي للموسيقى والغناء, واستمر به 12 سنة, وفي عامه الأخير قدم 86 حفلة خلال عشرة أيام هي فترة المهرجان تابعها مئات الآلاف من جمهور الموسيقى.

في سنة 2001 انتقل المايسترو شريف محيي الدين إلى مكتبة الإسكندرية ليكون مدير مركز الفنون بها, ويقدم فيها خبرته ويعلم أجيالا جديدة من الموسيقيين الصغار عشق الموسيقى والفنون كما أحبها. ويقول لهم : لا تمنعكم أي ظروف من ممارسة ما تحبون, بشرط التفوق, خاصة أن رحلته كانت مليئة بالجد والاجتهاد, والنجاح, وفيها أيضًا حبه لكل الفنون والآداب. ولذلك فقد قدم أسطوانات مؤلفاته الموسيقية مصاحبة بالأشعار والأعمال الفنية.

 

 


 

مصطفى عبد الله