أدباء الغد

أدباء الغد

قيمة الإنسان كبيرة

كل ما في الطبيعة ثمين وشريف, ولكن أثمنه وأشرفه على الإطلاق هو الإنسان, فهو الكائن الذي لا حدود لكيانه, ومن كان ذلك شأنه ومقامه في الكون فبماذا تزنه? وكيف تحدد قيمته?! إنه في اعتقادي فوق الموازين والأثمان.

غير أن الناس يعتقدون غير ما أعتقد, وإلا لما جعلوا لكل إنسان قيمة ووزنًا, ولما اختلفت موازينهم باختلاف الناس وما يحترفون ويمتهنون, أو ما يملكون وينفقون, أو ما يعرفون ويجهلون, ولما اختلفت موازينهم باختلاف الأحساب والأنساب, والرتب والمقامات, والحسن والبشاعة, والجاه والوضاعة, فكان الواحد بمقام الألف أحيانًا!

لست أنكر أن المعادن والأحجار الكريمة قيّمة, ولكني أنكر على الناس أن يجعلوا قيمة كل ما في الأرض من ذهب وفضة وياقوت وألماس فوق قيمة الإنسان الواحد, وإن يكن ذلك الإنسان شيخًا على حافة القبر, أو مجنونًا في بيت المجانين أو مقعدًا لا يفارق الفراش.

ولا أستغرب أن يموت الإنسان في سبيل الكرامة, وأن يستشهد في سبيل الحرية, ولكني أنكر على أي إنسان أن يميت أخاه الإنسان في سبيل أفكاره ومعتقداته ومصالحه.

كنز ثمين هو الإنسان, لا فرق في ذلك بين رضيع ويافع, بين شاب وأشيب, بين ذكر وأنثى, فنحن لا نملك من معرفة الغيب ما يخول لنا أن نحدد قيمة أي إنسان, ثم نجعل تفاوتًا فاضحًا بين قيمة إنسان وإنسان, فما أكثر العباقرة والعظماء الذين ما لمعوا في حداثتهم! ولا كان آباؤهم وأمهاتهم على شيء من العبقرية والعظمة!

إني أنكر على الناس أن يجعلوا العمل أثمن من العامل, فالمعمل الأمثل هو الذي يعمل فيه الناس للناس, كل على قدر معرفته وطاقته, شاعرين بكرامة العمل وعزة النفس.

إن أفظع ما يتحمله الإنسان من أخيه الإنسان هو الذل, فالذل أمرّ مذاقًا من الفقر, وأثقل وطأة من المرض, ولعل أنبل الناس في عقيدتي هم الذين لا يُذِلون إنسانًا ولا يُذَلون لإنسان, فمن عرف قيمته كإنسان قدر قيمة الناس أجمعين.

الكراني مجند بن عبدالله - المغرب

أعجوبة الطبيعة.. مغارة جعيتا

من أروع التحف الطبيعية في الشرق وأجمل المغارات في العالم, تقع مغارة جعيتا في وادي نهر الكلب, 18 كلم شمال بيروت, وهي تتألف من طبقتين:

مغارة سفلى: البلورة المائية, يتدفق منها نهر جوفي يشكل الجزء المغمور من منابع نهر الكلب, اكتشفها صدفة المبشر طومسون عام 1836, وافتتحت أمام الجمهور عام 1958, تتم زيارتها بواسطة قوارب صغيرة إلى مسافة 500م تقريبًا من أصل 6200م, تقفل أمام الزائرين عند ارتفاع منسوب المياه في الشتاء وذلك لبضعة أيام في السنة.

أما المغارة العليا, فقد اكتشفها منقبون لبنانيون عبر المغارة المائية عام 1958, وافتتحت عام 1969 بعد تجهيزها بمعدات للمشاة تلائم طبيعة المغارة وذلك لتأمل التماثيل والمنحوتات الطبيعية على مسافة 750م من أصل 2200م.

ولإبراز جمال المغارة وليستمتع المشاهد بعجائب الطبيعة من شلالات بلورية وتماثيل من الصواعد والنوازل والستائر الشفافة وضعت إنارة مميزة تلائم بيئة المغارة الحساسة.

يجب الإشارة إلى أن درجة الحرارة تبقى داخل المغارتين على مدار السنة ثابتة 16 درجة مئوية في المغارة السفلى و22 درجة في العليا, مما يمنح الزائر جوًا دافئًا في الشتاء ومنعشًا في الصيف.

بيان ناصر سلمان المعلم
البحرين