أفكار الصياد صالح

أفكار الصياد صالح

رسوم: أحمد البغلي

جلس الصياد صالح في منزله حزينًا مكتئبًا, فالعاصفة التي ضربت في الأيام السابقة حطمت قارب الصيد الصغير الذي يمتلكه وليس في إمكانه تعويض خسارته بشراء قارب صيد جديد, وازداد حزنه وتفكيره بالمصير البائس الذي سيؤول إليه وأسرته, وبينما هو يتأمل كانت زوجته تتناول دورق الماء الزجاجي عن الطاولة, لكنه سقط من يديها, وانشطر إلى نصفين مع تناثر بعض الشظايا الصغيرة هنا وهناك, رفعت زوجة الصياد صالح شطري الدورق إلى الطاولة من جديد, ونظفت الأرض من بقايا الزجاج, كان الصياد صالح يرقب زوجته وكأنه يسلي نفسه بما حدث معها, مبتعدًا عن التفكير بالمصيبة التي ألمّت به في تحصيل رزقه المعتمد على صيد السمك وبيعه في سوق المدينة البحرية الصغيرة, ذهبت زوجة الصياد صالح إلى المطبخ وعادت بعلبة الغراء ودهنت شطري الدورق المكسور, وأعادت لصق كل منهما بالآخر, وقالت: لم يعد الدورق صالحًا لحفظ الماء, لكنه على أي حال, سيكون إناءً صالحًا للزينة أو زهرية للورد! سأطلب إلى ابنتنا أن تلوّنه وتزيّنه.

هب الصياد صالح من مكانه وصاح مبتهجًا: وجدتها!.... وجدتها!...شكرًا لك يا زوجتي العزيزة... شكرًا لك!

انطلق الصياد صالح إلى الشاطئ وسحب بقايا قاربه المحطم إلى المنزل, ثم استعار أدوات النجارة من جاره, وشمّر عن ساعديه وابتدأ العمل وهو يقول: قد لا تصلح يا قاربي لصيد السمك, لكنك تصلح الآن للزينة أو اللعب!...وابتدأ ينجّر الأخشاب ويحفرها ويجوفها ويحيلها إلى قوارب صغيرة, ثم طلب إلى ابنته أن تلوّنها وتزيّنها, وعندما أصبح لديه مجموعة جميلة, حملها إلى الشاطئ وأطلقها إلى الماء.

أعجب الناس بالقوارب الصغيرة, وطلبوا شراءها لأطفالهم, وطلبها بعض السياح ليحتفظوا بها كتذكارات من المدينة البحرية الصغيرة, وابتدأت رحلة الصياد صالح من جديد لكسب الرزق.

 


 

لطيفة بطي