الخيول العربية

الخيول العربية

أجمل الخيل وأشهرها وأعظمها.. خيولنا العربية الأصيلة التي يروي لنا قصتها كثير من مؤرخي العرب ولعل من أهمهم أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي المتوفى عام 204هـ/ 819م أو 206هـ/ 821م الذي صنف كتابًا في أنساب الخيل في الجاهلية والإسلام وأخبارها, ومن الكتب المهمة عن الخيل كتاب (أسماء الخيل وفرسانها) لابن الأعرابي, وللأصمعي أيضاً كتاب عن الخيل.

كانت الخيل هي أهم سلاح أو أداة في حروب العرب وغزواتهم التي سموها لكثرتها أياما (فلم تكن العرب في الجاهلية تصون شيئا من أموالها أو تكرمه, صيانتها وإكرامها لها, لما كان لها من العز والجمال والمنعة والقوة على عدوهم, حتى أنه كان الرجل من العرب ليبيت طاويا (جائعا) ويشبع فرسه ويؤثره على نفسه وأهله وولده.. فيسقيه الحليب المحض, والماء القراح. ويعير بعضهم بعضا بإهانة الخيل وهزالها وسوء صيانتها, ويذكرون ذلك في اشعارهم).

وجل من يتحدثون العربية يحفظون عن ظهر قلب وصف الشاعر (امرئ القيس) لفرسه:

مُكِرٍّ مُفِرٍّ مُقبلٍ مُدبرٍ معًا كجلمود صخر حطه السيل من عل


ويصف (عنترة العبسي) بسالة فرسه:

يدعون عنتر والرماح كأنها اشطان بئر في لبان الأدهم


فها هي رماح الأعداء في المعركة تنغرس في لبان (الأدهم) فرس (عنترة) كأنها أحبال البئر التي تتدلى داخله.. لكنه يصبر ولا يترك صاحبه فريسة سهلة للاعداء.. فقط هو يشكو إليه صامتا من خلال دمعة ساخنة على وجنته النبيلة وهمهمات لا ترقى إلى مستوى الكلام الذي يعجز عنه كما يقول (عنترة) ولعل الذي أعجز فرسه النبيل عن التمرد هو الوفاء لصاحبه.

ويروي الكلبي عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس أن ( أول من ركب الخيل واتخذها هو إسماعيل بن إبراهيم).. عليهما السلام, (وأن الله أخرج له من البحر مائة فرس.. فأخذت ترعى بمكة ما شاء الله), ويقول المؤرخون الثقات (إن الخيل كانت وحوشا لا تطاق حتى سخرها الله لإسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام. ولذلك سميت (عرابا).

ومما حبب إلى العرب هذا الحيوان صفاته النبيلة كالوفاء.

ويحدثنا الكلبي في روايته التي تنتهي إلى ابن عباس رضي الله عنهما أن أول ما انتشر في العرب من تلك الخيل (التي تتناسل إلى اليوم) كان عن طريق قوم من (الأزد) من أهل عمان أهداها لهم النبي الملك (سليمان بن داود) عليهما السلام بعد زواجه من (بلقيس) ملكة سبأ, ليكون عونا لهم في رحلة العودة إلى بلدهم الشاسع ويعينهم في صيد قوت يومهم, فقال (الأزديون) ما لفرسنا هذا اسم إلا (زاد الراكب) وهو أول ما انتشر في العرب من تلك الخيل التي ورثها النبي سليمان عن أبيه داود عليهما السلام وكان يقال لها (الخير), ويروى أن هذه السلالة نفر منها ثلاث أفراس..فوقع فرس في (ربيعة), وفرس في (الأزد), وفرس في (بهراء), ثم تناتجت هذه الخيل بعضها من بعض.

وكانت أهم مغانم حروب العرب هي الخيل, التي انتقلت من قبيلة لأخرى فازداد عدد السلالات المهجنة ولعل هذا هو الجانب الإيجابي لهذه الحروب في الجاهلية, ومازال تراثنا العربي يذكر الحروب الطويلة التي عرفت بحرب (داحس والغبراء) التي خلدت اسمي الفرسين ليصبحا الحيوانين الأشهر في هذا التاريخ إلى جانب (سراب) ناقة البسوس, التي عرفت باسم صاحبتها الحرب التي وقعت بين (بكر) و(تغلب).

من هذه السلالة اصدقائي انتشرت خيول العرب من فحول وإناث منجبات من أشهرها.. (الغراب والوجيه), و(لاحق), و(المذهب), و(مكتوم).

 


 

خالد سليمان