أدباء الغد

أدباء الغد

المدرسة

فيها لقاء الأصحاب
فيها حل الحساب
فيها تعلم الآداب
وفيها إنجاز الإعراب
هي مجمع الأحباب
من مديرين ومعلمين وكتّاب
هي لي روض الأقارب
وزهر الصعاب
هي للعلم باب
وللنور كتاب

الشتاء

إرتدت الطبيعة ثوبا داكن اللون أشبه بالحداد كأنها لم تتبسّم
السحب تذرف في سخاء دمعها والتربة به تتلثـــــــــــم
وتناثرت أوراق الأشجــــــار مثلما تهوي الدموع من ملهم مغرم
سكتت الطيور بعدمــــــا دوت رعود الموســــــــــم
همست الريح وفي نبراتها خشوع وخضوع المتلعثم
علمت حينها بمقدم الشتاء فمرحبًا بخير المنعــــــــم


للشاعرة الصغيرة : فاطمة الزهراء كنيس
العمر : 14 سنة
الدولة : المغرب

بلاد النعيم

أحيانًا, أجلس بمفردي بغرفتي التي يعمّها الهدوء والسكون.

أستلقي على الفراش وأدعو الأفكار للإبحار برفقتي, فتلبي ندائي ونسبح معًا في بحر الوحدة. يا الله! ما أحلى هذه اللحظات التي ينعزل فيها المرء عن مشاغل الحياة وخوضاتها, ويخلو فيها بمكنونات نفسه ورغباتها, فيطلق العنان لعبث مخيلته ومجونها! هي لحظات يحس فيها المرء بأهميته وانتصاره على مصاعب الحياة, لحظات تكسبه الثقة بنفسه والشعور بالاطمئنان, لحظات يكسر فيها قيود الماضي والواقع ليُشعر النفس بالحرية, والرغبة في تحطيم المعقول صعودًا إلى ماوراء الغيوم, بعيدًا عن الهموم, إلى أقاصي بلاد النعيم, أتعرفون بلاد النعيم? إنه مكان تلاقي الأرواح المتمرّدة والنفوس الصاعدة, مكان يعشقه الذين ضاقوا ذرعًا بالحياة, أتريدون زيارة بلاد النعيم?حسنًا, اتخذوا من الوحدة بيدقًا, ومن الإحساس وسيلة نقل, ومن الفلسفة لغة, وسألاقيكم هناك...

(تعالي...مرحبا بك...تفضلي...).

تلك هي الكلمات التي حظيت بها عند أول زيارة.

(زورينا مرة أخرى...لا تنسينا...نحن في انتظارك...).

وتلك هي الألفاظ التي حظيت بها عند آخر الزيارة, والتي جعلت مني عاشقة لهذا المكان, مترددة عليه بين الفينة والأخرى, بعد أن كنت مجرد زائرة مستطلعة.

ثم أخرج من جناح الآلام متوجهة إلى جناح الأحلام, هو مكان شعاره اللون الأبيض, دلالة على السلام, تتعالى منه الألحان العذبة دلالة على الصفاء.

أتخذ مكاني في الوسط, وتشرع الأفراح والمسرّات في الدوران حول رأسي, وفي كل مرة يعرض حلم أمام عيني كأنني أعيش فيلمًا كله السعادة. ولكن...أتعرفون بطلة هذا الفيلم?

إنها أنا, كان الفصل ربيًعا, والجو بديعًا, وكنت في جميع الصور راقصة, ضاحكة, نشوى, حينها, نسيت ما كان بي وأوشك قلبي على الطيران من مكانه من شدة الفرح, وشملتني سعادة كبرى لا تُوصف, ثم سمعت أمي تناديني, فعدت إلى أرض الواقع على أحسن ما يكون.

الآن تعجبني الحياة أكثر, فأقبل عليها بروح نشوى وعزيمة عظمى.

أليست جميلة هذه الرحلة القصيرة والفسحة البديعة?!

أليست مفيدة هذه الجولة التي أكسبتني الثقة بنفسي أولاً,

والصبر ثانيًا, والسعادة ثالثًا, والمتعة أخيرًا? ألا ما أغرب أطواري وما أعجبها!

سوار الزرفي - تونس