أنغام على الرمال

أنغام على الرمال

كلما اقتربنا من شاطيء الخليج العربي, في الكويت, كان الصوت يرتفع. لم يكن صوتًا واحدًا, بل أكثر من صوت, أصوات آلات وأصوات بشر. وحين ظهرت مصادر الأصوات كان المشهد أجمل, ليس فقط للحركات المميزة التي كان العازفون والمنشدون والراقصون يؤدونها, بل لأنني ومعي كل الأطفال والكبار الذين تجمعوا في الساحة الرملية كنا نصفق ونضحك ونحاول أن نقلد الراقصين, ونلتقط صورهم, ونشارك الجميع الفرح بالأعياد الوطنية. وأن نحفظ ما يقولونه, وندب بأقدامنا وفقا للإيقاعات الكثيرة التي تتالت, أغنية بعد أغنية, وقائد الفرقة يحمل علم الكويت القديم, والكل يستعيد لحن الماضي, بإيقاع العصر.

كان طبيعيا أن أميل على صديقتي لأسألها عن تلك الرقصات المميزة, وما تعنيه كلمات الأغاني المصاحبة لها, وتفسير حركات الراقصين, بل وعن تلك الآلات الإيقاعية التي ترتفع أصواتها فتملأ الفضاء; لأعرف أنها نوع من الرقص الشعبي الكويتي, الذي يؤدى تعبيرا عن الفرحة بالنصر, وعرضا للرجال والسلاح, لذلك سمي بفن (العرضة), وتشير حركات الصفين المتقابلين من الراقصين, وهم يرفعون السيوف عاليًا, ويتقدم صف ليتراجع الآخر أمامه, إلى الفريقين المتواجهين في المعركة, وهي معركة غنائية معبرة, تدق فيها الطبول الحماسية بقوة, وترفع الراية عالية دائما تأكيدًا لتحقق الفوز.

أغاني وآلات شعبية:

الأغاني الشعبية الكويتية متعددة بتعدد البيئات المختلفة, فهناك (أغاني البادية), التي ابتدعها أهل البادية ومنها الأغاني الترفيهية السارة, التي تعتمد على مهارة عازف الرباب, الذي يشارك في الغناء أيضا. وكل أغنية بدوية عبارة عن أغنية قصيرة, من جملة أو جملتين, وهي بسيطة وسهلة.

أما أغاني الحضر فهي أغاني السمر والسهر. بينما (الأغاني البحرية) تنشد لاستقبال البحارة العائدين.

الآلات الإيقاعية التي كانت تحرك أجساد الراقصين, أشهرها (الطبل البحري) و(الطار) و(المرواس) وهي آلات أبدعها الفنان الشعبي الخليجي, واستخدم الجلود في صنعها, كما استخدمها في أنواع الأغاني الشعبية المختلفة.

ومن بين الآلات الطبل البحري, وهو من أكثر الأنواع استخدامًا, ويُصنع إطاره من خشب الرمان أو الخيزران, له جانبان يسمى أحدهما (الرأس) وهو الجانب الأيمن, والآخر (الشمالي) وهو باتجاه اليد اليسرى, وتشد الجلود على جانبيه, ليصدر كل جانب صوتًا مختلفًا عن الجانب الآخر أثناء دق العازف عليهما.

أما الطار فهو عبارة عن دائرة من الخشب يشد عليها جلد الماعز, وتثبت بداخله جلاجيل نحاسية, تصدر أصواتا عند العزف عليه. وتختلف النغمات التي يصدرها باختلاف شدة ضرب العازف عليه.

آلة أخرى موسيقية شعبية هي المرواس, ولها شكل أسطواني صغير الحجم, يغلف جانباها بجلد الماعز, ويتم شدهما معًا, وهي تستخدم غالبا لمصاحبة العود, لأن صوتها رقيق لا يطغى على الأصوات الأخرى.

 


 

جيهان عبد العزيز