أدباء الغد

أدباء الغد

السمك الميت

في يوم من الأيام, ذهب أبو أحمد للصيد, وكان صيادًا فاشلاً, وكلما وضع الصنارة في المياه, لم يحصل على شيء من الأسماك, فعاد إلى البيت حزينًا, وأخبر زوجته بما يحدث له, فنصحته أن يعود إلى البحر لكي يصيد, وعندما ذهب رأى أحد الصيادين الماهرين, وكان اسمه أبو بدر, وكان كريمًا, يحب الناس جميعًا, وعندما رأى أبو حمد لا يحصل على شيء من الأسماك, أراد أن يساعده, فقال له أن يضع سمكًا ميتًا في الطعم حتى يحصل على السمك الكثير, فظن أبو أحمد أن أبو بدر مجنون, فكيف يضع سمكًا ميتًا في الطعم?

وفي يوم من أيام الصيد, كان أبو بدر يضع طعم السمك الميت, جاء أبو أحمد فأراد أن يجرّب وضع هذا الطعم الغريب, وعندما أنزل الصنارة, بقي وقتًا طويلاً وهو يظن أنه سوف يحصل على السمك الكثير, فلم يحصل على شيء. فنظر إلى أبو بدر وهو يجمع السمك الكثير, فتعجّب من هذا المنظر الغريب!

فظن أنه يضع شيئًا آخر في الطعم, وأراد أن يعرف ما هو.

فذهب إليه, وقال له بصوت مرتفع: ماذا تضع في الطعم?

فقال له: لا أضع إلا السمك الميت, فلم يصدقه لأنه وضع السمك الميت ولم يحصل على سمك. فقال أبو أحمد لأبي بدر: لماذا تكذب? فقال له: أنا لا أكذب.

فقال الصياد الماهر للصياد الفاشل: إذا أنت لم تحصل على السمك الوفير, فهذا لا يعني أن جميع الناس لم تحصل على السمك. واعتذر أبو أحمد لأبي بدر واعترف أنه كان على خطأ.

فرح فارس
11 سنة - الكويت

الدجاجة المشوية

في يوم من الأيام جلس رجل يتناول الطعام ومعه زوجته وأمامهما دجاجة على المائدة وألوان وأشكال من الطعام اللذيذ, وأمسك الرجل دجاجة مشوية شهية ليأكلها فسمع طرقًا على الباب فخرج فوجد مسكينًا يسأل شيئًا من الطعام فنهره الرجل وشتمه وطرده ورجع يأكل الدجاجة المشوية اللذيذة.

ومرت الأيام, وساءت حال هذا الرجل وضاعت أمواله وباع داره وطلّق زوجته وحلّ به الفقر وسار في الطرقات يسأل الناس عن الصدقة والإحسان ومرّت الأيام وتزوجت المرأة زوجًا آخر غنيًا واسع الثراء ولكنه يحب الفقراء ويعطف على المساكين وفي يوم من الأيام كانت المرأة تجلس مع زوجها الغني يتناولان طعام العشاء. ودقّ الباب وخرج الزوج الطيب, فوجد سائلاً بالباب يطلب شيئًا ليأكله ودخل فطلب من زوجته أن تأخذ دجاجة مشوية كاملة وتقدمها إلى السائل الفقير الذي يقف بالباب

ذهبت الزوجة وأعطت الفقير الدجاجة ورجعت وهي تبكي!! فدهش الزوج وسألها لماذا تبكين?! قالت: أبكي لأن السائل الذي بالباب هو زوجي السابق وكنت أجلس معه يومًا نتناول الطعام ومر بالباب رجل فقير فخرج إليه ونهره وطرده ورجع يأكل دجاجة مشوية كالتي أعطيناها له الآن, فقال لها زوجها الطيب والله أنا ذلك السائل الفقير الذي نهرني زوجك! فدهشت الزوجة وتعجبت أشد العجب!! وقالت: وما الذي بدّل حالك وأوصلك إلى هذا الثراء? فقال لها الزوج الطيب: نفس الحال الذي بدّل حال زوجك الأول من الفقر للغنى.. الذي كان يبخل بمال الله ونعمه والله تعالى يقول: لئن شكرتم لأزيدنكم .

منهل عمر الكلالي
اليمن