أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

خرج شرطي مع صديق له لصيد الغزلان, والصيد هواية تحتاج إلى الصبر والترقب, وكانت هذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها هذا الشرطي للصيد, واختبأ الشرطي في مكان مناسب يمكنه من رؤية الغزلان في لحظة ظهورها, وبعد طول انتظار, سمع حفيف أغصان, وقفز قلبه من الإثارة حين شاهد غزالاً صغيرًا يعدو أمامه, وعلى الفور خرج من مخبئه, وأطلق رصاصة في الهواء وهو يصيح في قوة: قف مكانك, الشرطة. وبالطبع فر الغزال هاربًا دون أن يكترث به.

قرأت هذه الطرفة منذ زمن ولم أستطع أن أنساها, فهي توضح كيف يمكن أن تتغلب العادة على الإنسان, فهذا الشرطي من كثرة ممارسته لعمله لم يعد يستطيع التفرقة بين أسلوب القبض على البشر, والقبض على الحيوان, بل إن الكثير منا قد أصبحوا أسرى لعاداتهم دون أن تكون هذه العادات مفيدة, بل إنها أحيانًا ما تكون مضيعة للوقت, ويقال إن شخصية المرء لا تتبدل من حداثة طفولته, حتى شيخوخته, ولكن أحداث الحياة هي التي تخفي بعض الصفات الإنسانية وتبرز أخرى, لذا فإن لإرادة الإنسان دورًا مهمًا في هذا التشكل.

ففي إمكانك ـ خاصة إذا كنت صغيرًا في السن - أن تبدل كل عاداتك السيئة التي ينفر منها الآخرون وأن تتمسك بعادات أخرى إيجابية, إننا نحتاج دوما - مهما كان عمرنا - إلى تجدد مستمر وإلى فرص جديدة, وإذا كانت الحياة تقاس بالسنين, فإن بإمكاننا أن نبدأ سنة جديدة في أي وقت بأن نغير عاداتنا القديمة غير السليمة وأن نثور عليها.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف