كتاب عنوانه (يخضور والبيئة)

كتاب عنوانه (يخضور والبيئة)

رسوم: غادة الكندري
عرض: نهى الدخان

في البداية:

أصدقاءنا الصغار...أهدت لكم مؤسسة البترول الكويتية ولمكتبةِ الطفلِ العربي عامةً, كتابًا جديدًا يحملُ عنوانه (يخضور والبيئة), لتعرّفكم فيه بالبيئةِ الطبيعيةِ, التي من حولنا تعريفًا شاملاً ومبسطًا, وأهمية رعايتها والمحافظةِ عليها. وهو كتابٌ غنيٌّ بالمعلوماتِ العلميةِ المدهشةِ, التي صاغَ حروفها إبداعُ الكاتبة (الدكتورة زهرة علي) فحولتها لكم إلى قالبٍ أدبيٍ جميل يشدّنا جميعًا لمطالعته, وهو كتابٌ زاخرٌ باللوحاتِ الفنيةِ الجميلةِ النابضةِ بالحيويةِ, التي أبدعتها أناملُ الفنانة غادة الكندري.

وحرصًا من مجلةِ (العربي الصغير) على نشرِ كلّ ما هو جديدٌ ومفيدٌ لكم أصدقاءنا الصغار, نقدم لكم عرضًا مختصرًا لكتابِ (يخضور والبيئة), مستعينين بمقاطعٍ وصورٍ من هذا الكتاب القيّم. وكم نسعدُ أيها الأصدقاء أن ترسلوا لنَا آراءكم وتعليقاتكم حولَ هذا الكتاب (أو غيره من الكتب التي اطلعتم عليها) لنعرضها على صفحاتِ المجلةِ.

فهيا ندعو يا أصدقائي (يخضور) من بين دفّتيّ كتابِهِ, ليعرّفنا بنفسه, ويصحبنا معه في رحلةٍ علمية مفيدة, يحلقُّ بنا في صفحاتِ كتابه (يخضور والبيئة), فيشرحُ لنا عن ماهية البيئةِ, ويفضي لنا بأسرارِها العجيبةَ المُسليّة!

رحلة مع (يخضور...والبيئة)

(يخضور): أنا شخصية خيالية ابتدعهَا خيالُ الكاتبةِ الدكتورةِ زهرة علي, التي عرّفتني لكم, قالت: (في سدرةٍ ظليلةٍ, يعيشُ مخلوقٌ وديعٌ صبورٌ يعرفُ عن الأشجارِ والجذورِ, يعرِفُ عن الثمارِ والزهورِ, واسمهُ يخضور), وذكرت لكم شكلي, فوصفت: (شكلُ يخضورَ ظريفٌ, لونُهُ أخضرُ لطيف, وعلى رأسِه ورقٌ كثيفٌ...).

وهاهو يخضور يزيدنا لهفةً لاستكشاف البيئة, فيقول: (معرفةُ البيئةِ فيها متعةٌ فريدةٌ, هذه من الأمور الأكيدة, فهيّا نذهبُ في جولةٍ مفيدةٍ, نستكشفُ مملكاتِ البيئةِ العديدةِ).

ينطلق (يخضور) بنا في أولى جولاته إلى بيئة مملكة النبات, التي عرّفنا بها وقال: (هي أصلُ البقاءِ والحياةِ. هُنا لا عدوّ ولا ضحيّة, لأن النبات يُنتِجُ بالطاقةِ الذاتية حاجته الغذائيةِ).

ويبوح لنا (يخضور) عن سرّ مملكة النبات المكنون, فيقول: (دَعوني أعترفُ بسرٍ دفينٍ, سوف يجعلكم مبهورين, فعندي في مملكة النباتْ....ألفُ, ألفُ مختبرٍ حصينٍ, بضوءِ الشمسِ أستعين, لأمزج ماءً ليس له لون مع غاز يسمّى ثاني أكسيد الكربون, فأصنع لنفسي الغذاءَ الثمين, وأطلق غازًا مفيدًا يسمّى أكسجين, ضروري لتنفّس الكائناتِ أجمعين).

وبعد أن أمتعنا (يخضور) بصحبته في مملكة النبات, يدعونا لمتابعة رفقته, إلى مملكة الحيوان.

يضربُ لنا (يخضور) أمثلة وحقائق كثيرة عجيبة ومثيرة في عجائب الإبل والبريعصي والذبابة وغيرها من الحيونات.

فيشير (يخضور) إلى جفن الإبل ويقول: (له جفنٌ عجيبٌ, لونُه نصفُ شفاف, إذا اشْتدّ ضوءُ النهار, أو إذا اشتدّ الغبار, أغمضَ البعيرُ عينيهِ وسار يتابعُ طريق الأسفار, بعزم واقتدار).

وفي البريعصي...يكشف لنا يحضور حيلته فيبوح:

(له حيلةٌ مع الأعداءِ تفيد:

فعند التعرّض للهجوم والتهديد, يتخلّصُ البريعصي من ذيلِهِ الوحيد, الذي بعد القطعِ يتلوّى, وفي الحركةِ يزيد, فيلتهي بالذيلِ العدوُ المكيد, أما البريعصي فيهربُ إلى مكانٍ بعيدٍ, لينمو له بعد وقتٍ ذيلٌ جديدٌ).

وعن الذبابة, يقول: (ذبابةٌ تطيرُ ويصدرُ منها طنينٌ, تُراقب كل شيءٍ بحذرٍ فطين. لها عينان. على كل واحدةٍ منها أربعةُ آلاف عدسة, ترى بها وتستبين, كلّ حركةٍ تأتي من الآخرين).

يقفز (يخضور) تاركًا مملكة الحيوانِ ليغوص بنا في مملكة البحار, فيصادفُ سرطانًا (القبقب)....ويقول:

(يسبحُ ويركضُ بطريقةٍ سريعةٍ, تساعدهُ ثماني أرجل رفيعة. يحمي نفسهُ بزوجٍ من الملاقطِ المريعةِ, تقرصُ العدو قرصة وجيعة. يملأ السرطانُ فمهُ بحباتِ رملٍ كثيرةٍ, يمضغها بحرصٍ وعنايةٍ كبيرةِ, فيأكل ما يعلقُ بها من أحياءٍ صغيرةٍ, ثم يلفظُ الرملَ على شكلِ كرياتٍ مستديرةٍ).

ويكمل (يخضور) رحلته البحرية سابحًا بين الأسماكِ والقناديلِ والشعاب المرجانية...حتى يصل بنا إلى بر الأمان عند (البيئة غير الحية), فيحكي لنا:

(انتهت بسلامٍ رحلتُنا البحرية, وخرجْنَا بمعلوماتٍ غنيةٍ. لكن لدينا من الوقتِ بقية, تكفي لزيارةِ البيئة غير الحيّة, التي بها معادنٌ أساسية, وبها عوامل جويّة, بعضها دائمة, وبعضها موسمية).

حتى يقف بنا في نهاية مطافه عند (النفط),فيقول:

(نفطٌ سائلٌ في باطن الأرضِ مستور, تكوّن منذ سحيقِ العصورِ).

ويكمل حديثه الشائق عن النفط ويقول: (صنع الإنسانُ من النفطِ الخامِ عجينةً دقيقةً متماسكةَ القوامِ, كانَ لها أكثرُ من استخدام).

يودّعنا (يخضور) بمثل ما استقبلنا به من ابتسامة وسرور, خاتمًا رحلته بنصيحة ثمينة يوصي بها أصدقاءه, فيقول: (لا ترموا في الشارعِ النفاية. لا تقلعوا النباتَ من دون غاية. البيئة تستحق الحماية. ويخضور يستحق الرعاية. وفي هذا يا أطفال, حكمةٌ وهدايةٌ).

وكانت هذه هي النهاية..

 

 

 


 

زهرة علي