أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

في كل إجازة صيفية يثور هذا الجدل, فالعديد من الأبناء يقضون وقتًا طويلاً أمام أجهزة التلفزيون, ويقضون وقتًا أطول أمام شاشات الكمبيوتر وألعاب الفيديو, وهذه الساعات تقتطع كلها من الوقت الذي يمكن أن يخصصه الطفل للرياضة في الهواء الطلق, ولقراءة الكتب, بل وحتى للنوم الذي يحتاج إليه الجسم للنمو, فهل هذه الأجهزة مفيدة للطفل حقًا أم أنها مضرة له على طول الخط?

يحاول بعض الخبراء التخفيف من وطأة هذا التأثير, فهم يعتقدون أنها ليست مؤذية إذا تم التعامل معها بحساب, وما لم تستولِ على عقل الطفل وتجعله مدمنًا لها, فمعظم ألعاب الفيديو - على سبيل المثالِ - هي ألعاب تفاعلية, بمعنى أن الطفل لا يقف ساكناً أمامها بينما تقوم الآلة بعمل كل شيء, ولكنها تتطلب منه أن يتدخل في توجيه سير اللعبة والانتقال بها من مرحلة إلى أخرى, وفي كل مرة تواجهه أنواع جديدة من العقبات عليه أن يتغلب عليها, وهذه الطريقة تعوده منذ الصغر أسلوب مواجهة المشاكل وكيفية ابتكار الطرق لحلها.

ولكن هذا ليس كافياً للطفل, فالصورة وحدها لا تعطي القدر الكافي من المعرفة, وحركة الأصابع على الأزرار لن تزيد من مهارة الكتابة أو القراءة, وإذا كان لدينا وقت طويل في الإجازة فيجب أن نقسمه بالفعل وبالتساوي بين هذه الأنشطة الثلاثة: الرياضة لأنها الغذاء الحقيقي للجسم, والقراءة لأنها الغذاء الفعلي للعقل, وتلك الألعاب لأنها تتيح لنا قدرًا من التسلية , وبذلك يصل الإنسان إلى حالة التوازن التي يسعى إليها, ولحظتها تكون الإجازة سعيدة ومفيدة في الوقت نفسه.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف