ما أجمل أن تعود إلى بيتك, بعد أن تقضي ساعات فراغك في ممارسة مهنة أو تعلم حرفة! ما أعظمه شعور أن تحمل يد مكنسة وأخرى كيس قمامة لتخلف من ورائك بيئة نظيفة وشاطئا يزهو بمنظر بديع خلاب! كم هي لحظات سعيدة لا تضاهيها أي لحظة عندما تسخر وقتك في خدمة الآخرين, تمسح فيها دمعة طفل أو ترسم ابتسامة على وجه مريض, لتطفئ معها لهيب حرارة الصيف.

هذه هي التجربة المميزة, التي عايشتها صديقتا المجلة (بدرية السالم), و(أسيل الجدي), اللتان طرقتا باب الطموح والإنجاز, ففتحت لهما مجلة (العربي الصغير) الأبواب, لتحولا ساعات العطلة الصيفية من فراغ ولعب وراحة إلى عمل مفعم بالإبداع والنشاط والمثابرة.

فرصة ثمينة وفرها لهما مركز (لوياك), وهو رمز الحروف الأولى من اسم المركز باللغة الإنجليزية Lothan Youth Achievments Center وهو مركز تطوعي كويتي أسسته مجموعة من المتطوعات الكويتيات, ليشق الطريق أمام الشباب الصغار ليختاروا العمل الذي يناسب ميولهم وقدراتهم, فيقضوا فيه فترات فراغهم, يبنوا فيه مستقبلهم, ويخدموا معه وطنهم, ولم يقف نشاط (لوياك) عند هذا الحد, بل تنوعت أنشطته لتشمل أنشطة ثقافية وترفيهية واجتماعية, وتطوعية, فلا يكتمل العمل لدى (لوياك) إلا بالعمل التطوعي, يومان في الأسبوع يخصصهما الصغار للعمل التطوعي, انطلاقًا من مكانته العظيمة, التي حثت عليها تعاليم ديننا السمحة, واقتداء بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في قضاء حوائج البشر.

هيا نسلط الضوء على صديقتيكم (بدرية), و(أسيل) لتحدثانا عن تجربة العمل, ولكن بنكهة (العربي الصغير).

ماذا يعني العمل في العربي الصغير?

فرصة بنكهة السكر بغلاف وطابع مختلف تقدمت لتكون عملا في مجلة (العربي الصغير), ولكن ماذا يعني العمل في (العربي الصغير), يعني أن تهيئ نفسك كل يوم لتستقبل هداياك الملونة, ترحب بها وتبادلك التحية مغلفات بريدية كثيرة لم تقف أي حدود عثرة في طريقها كي تصل, لم تكن مجرد أوراق مخطوطة بكلمات, إنما عبرت عن أصدقاء بدأت تشاركهم فرحتهم في هذه المجلة. لم تلتق بهم, لكن رسائلهم وصلت بعضها يحمل صورهم المتفتحة, وأخرى تتكرم لتضع بين يديك معلومة تجهلها, ومن بينها تسمع ذلك الصوت اللطيف الذي يناديك ويطلب منك إجابة عن سؤال أو يستأذنك ليشارك بمساهمة, وتقفز رسالة من هناك تزهو بإجابات المسابقة الدورية وتنتظر بشوق لترتدي تاج الفوز, إن عالم رسائل البريد هذا هو المفاجأة التي تنتظرني, وأتلهف لها وثمرة الفرصة التي وفقت في استغلالها, والنتيجة أن تخط كلماتي لترى النور على هذه الصفحات وبداية يوم اعتدتها بترحيب كلمات رقيقة جاءت في مقدمة رسالة وحروف ثناء وشكر تعبر عن الامتنان.

كانت بالفعل تجربة مميزة لي في مجلة (العربي الصغير) استفدنا منها الكثير من الناحيتين العلمية والعملية من خلال التعرف على نظام العمل في المجلة من المشاركة في إلاعداد لمجلة (العربي الصغير), ومتابعة رسائل ومشاركات القراء الصغار, فأحسسنا بأننا جزء من هذا العالم الصغير, بالإضافة إلى استثمارنا الوقت في المفيد, وتعلمنا الكثير من المهارات التي تهيئنا للعمل في المستقبل, فحقًا هي تجربة رائعة تستحق التكرار.