السيارة البرمائية.. متعة بريّة وبحرية

السيارة البرمائية.. متعة بريّة وبحرية

تخيل شخصًا يقود سيارتهِ في مدينةٍ ساحليةٍ, وبعد فترةٍ يشعرُ بأنه يريدُ أن يقومَ بنزهةٍ بحرية, فلا ينزلُ من سيارتهِ, وكل ما عليه أن يتجه بسيارتهِ - من أماكن مخصصة - إلى المياهِ, ويضغطَ على زرٍ معينٍ, فتتحوّل السيارةُ إلى ما يشبهُ القاربَ, يمكن أن يتنزه به فوق سطحِ المياه!

وبالطبع هذه ليست سيارةً عادية - وإلا كانت قد غرقت على الفورِ - ولكنَّها سيارةٌ جديدةٌ مبتكرةٌ أطلق عليها (السيارةُ البرمائية). وجاءت هذه التسميةُ لقدرتها على السير فوق البر وأيضًا (العوم) فوق سطح الماء.

بداية صنع السيارة البرمائية:

وكانت قد أجريت العديدُ من التجاربِ للتوصلِ إلى هذه السيارةِ البرمائيةِ الفريدةِ, ولكن التجاربَ الماضية باءت بالفشل بسببِ عدمِ قدرة الفنيين على زيادةِ سرعةِ السيارةِ البرمائيةِ في الماءِ عن عشرةِ كيلومتراتٍ في الساعةِ, وهي سرعةٌ بطيئةٌ جدًا, بحيث إنَّ أي سباحٍ ماهرٍ يمكنهُ أن يتجاوزها إذا كانت (تسبح) بجانبه!

أما هذه السيارة الجديدة التي أطلق عليها (أكوادا) فقد صنعتْ في إنجلترا, وهي قادرةٌ على السيرِ بسرعةِ 160 كيلومترًا فوق اليابسة, كما تصلُ سرعتها في الماءِ إلى خمسين كيلومترًا في الساعة وتستطيع أن تمخرَ عباب الأنهارِ والبحارِ والمحيطاتِ, ومن ثم ستكونُ سيارةً برمائيةً رياضيةً, توفر نزهاتٍ بريةً وبحريةً رائعةً لمن يقتنيها.

وقد تم أخيرًا تجربة سيارة (أكوادا) البرمائية في نهرِ التايمز بلندن, وأثبتت كفاءتها, وكما يقول عنها مديرُ الشركة التي تنتجها: إنها سيارة فريدة, لأنها مصممةٌ من البدايةِ على أن تكون سيارةً برمائية, فهي إذن ليست قاربًا له عجلات أو سيارة يمكنُها فقط الصمودُ في الماءِ!

كيفية عمل هذه السيارة:

وللسيارةِ البرمائية الجديدة ثلاثة مقاعدٍ, وهيكلُها مصنوعٌ من ألياف الكربون ليتوافر لها خفةُ الوزنِ وقوةُ التحملِ, وكذلك هي مزودةٌ بمحركاتٍ ذاتِ قوة دفعٍ كبيرةٍ حتى تجعلَ جسمها يبقى طافيًا فوق السطح, ولا يغطسُ تحت الماءِ. وتعمل هذه المحركات - عندما تكون السيارة في الماء - بواسطة مضخاتٍ ونفاثات الماء, كما تعمل الزلاّجات التي تراها وهي تنطلقُ بسرعةٍ بالقرب من الشاطئ, وتصدر عنها نافورات من الماء. ولكن مضخات ونفاثات السيارة البرمائية, أكبر حجمًا وأشدُ قوةً, حتى من تلك الموجودة في الزوارق البخاريةِ السريعةِ.

والسيارةُ البرمائيةُ مزودة بكمبيوترِ يتحكم في معظمِ عملياتها, فهو - على سبيل المثال - يقومُ برفعِ ثلاثةِ من إطارات السيارة في مدةٍ لا تتجاوز عشر ثوان, عند النزول إلى الماءِ, ووضعها بصفةٍ مؤقتةٍ بأماكنَ محددة في أسفلِ هيكلِ السيارة, لحين إعادتها إلى مكانها الطبيعي بمجرد الخروجِ من الماء.

أما الإطارُ الرابع للسيارةِ البرمائية, فإنه يبقى مكانه للوقايةِ من النفاثات القوية للمياهِ. وتُغطى - آليًا - الأجزاءُ السفلية من السيارةِ بإحكام حتى لا تتخللها المياه, حتى لو اندفعت السيارةُ البرمائية بسرعتها القصوى على سطح الماء.

 


 

رءوف وصفي