أدباء الغد

أدباء الغد

  • صديقي (العربي الصغير):

أنا آية من سورية...أقرأ مجلة العربي الصغير منذ أن كان عمري 5 سنوات, وعمري الآن 9 سنوات, وقريبًا سيصبح عمري 10 سنوات, سأحكي لكم قصتي الحقيقية, لأني أريد أن يستفيد كل الأطفال منها وعنوانها:

المؤمن قوي

في بداية هذا العام, مرضت أمي وذهبت إلى الأطباء, وأخذت دواء, لكنها لم تتحسن, وزاد الألم أكثر من قبل, كنا نعيش خارج وطني الحبيب سورية في اليمن لأن أمي وأبي يعملان هناك, وبعد أن ازداد المرض على أمي, طلب منها الطبيب العودة إلى سورية, كنت قد أنهيت الامتحان النصفي ونجحت بالمرتبة الأولى, فرحت كثيرًا عندما عرفت أننا سنعود إلى سورية, وكان هذا اليوم الذي سنسافر فيه قبل عيد الأضحى بأسبوع, وعندما وصلنا إلى سورية, ذهبت أمي في اليوم التالي إلى المستشفى, وقبل أن تذهب أوصتني بأن أكون مطيعة ومهذبة مع الجميع, وقالت لي بأنها ستعمل عملية ثم ستعود إلى البيت, وزرتها ثلاث مرات في المستشفى, كانت توصيني دائمًا بأن المؤمن قوي. وفي يوم وقفة عرفات في المساء, عرفت أن أمي ماتت, بكيت بكاء مريرًا, وبكت الدنيا كلها, أول شيء قلته لنفسي: كيف سأعيش من دون أمي? لم أعرف الإجابة إلا بعد أن قالت لي أختي ألا أخاف, وفي يوم العيد, ودعت أدفأ صدر, وأعظم قلب في العالم, وأطهر وجه, لا أستطيع وصف حزني على فراقها لأن فراقها كان صعبًا جدًا. هل تعرفون يا أصدقائي ما هو مرضها? إنه السرطان, وهو المرض الذي لا يرحم, لذلك وعدتها أن أكون طبيبة عندما أكبر لأعالج الناس من هذا المرض الخبيث, وسأظل كما أوصتني دائمًا مؤمنة, قوية, وأرجو أن تكونوا مثلي يا أصدقائي.

صديقتكم آية زيدان
حلب - سورية