أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

القطة البرية تحدق من خلف القضبان
بعيونها الذهبية
فيها صحراء, وسماء مختلفة
وفيها ليل مليء بالنجوم

هذه قصيدة صغيرة لشاعرة الاطفال فيتا ساكفيل, تصف فيها حال واحد من الحيوانات المفترسة وهو محبوس خلف الأقفاص.

هل خطر ببالك وأنت تزور حديقة الحيوان أن تتساءل عما تفكر فيه هذه الحيوانات الحبيسة, بعد أن أُخِذَت قسرا من غاباتها الواسعة, وصحرائها المفتوحة, ووضعت داخل الحدائق حتى نستمتع نحن برؤيتها آمنين?

إن زيارة حديقة الحيوانات متعة كبيرة ومصدر كبير للمعرفة, فنحن نتسلى كثيرا برؤية القرود وهي تتقافز, ونركب الأفيال, ونشاهد الأسود وهي تتناول غذاءها من اللحم النيئ, كما أننا نتعرف على الكثير من عالم الحياة البرية, ولكن علينا أيضا ألا ننسى أننا نشاهد مخلوقات فقدت حريتها, لذلك فهي كثيرا ما تعاف الطعام الذي يقدم لها, وتجلس صامتة كأنها تفكر في أحوالها السابقة, بعض الحيوانات لا تنجب ما دامت أسيرة, والبعض الآخر يعجز عن التأقلم, فيضرب عن الطعام والشراب حتى يموت جوعا, وقد أدرك المسئولون عن حدائق الحيوانات هذا الأمر, فأنشأوا نوعا من الحدائق المفتوحة تشبه الغابات الصغيرة تستطيع الحيوانات أن تتجول فيها بحرية, بينما يتجول فيها الزوار داخل سيارات مغلقة, بل ان بعض هذه الحدائق فكر مسئولوها في إعادة حيواناتها إلى الغابة مرة أخرى كما حدث في فيلم (مدغشقر) الأخير, والذي أدعوكم للتوجه لمشاهدته, إن كل هذا يؤكد أن الحرية هي شيء غاية في الأهمية للحيوان والإنسان على حد سواء, ومن دونها لا تطيب الحياة.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف