رسوم : محمد يونس

عادات المسلمين في رمضان

الإسلام دين عالمي, ومثلما يوجد في كل الدول العربية, فهو ينتشر في كل قارات العالم, ولذلك يكتسب المسلمون عادات مختلفة, تتأثر بكل بلد, وتقاليده. واليوم نتجول معًا لنشاهد عادات المسلمين في شهر رمضان المبارك في كثير من دول العالم, والتي تشبه أيضا في أحيان كثيرة عاداتنا العربية في استقبال الشهر الفضيل.

تايلاند

من المظاهر الدينية في رمضان كل عام أن الذين يحفظون القرآن بأكمله من عام لعام يُحمَلون على الأكتاف في مظاهرات فرحة, ويُطاف بهم في الشوارع كقدوة لبقية المسلمين وتشجيع الشباب على حفظ القرآن. ففي شهر شعبان يتقدم المسلمون الذين حفظوا القرآن الكريم لمجلس حفظ القرآن الذي ينعقد طوال ذلك الشهر; لاختبار حفظة القرآن.. وعندما يبدأ شهر رمضان تعلن أسماء الذين حفظوا القرآن الكريم, وتتردد أسماؤهم على كل الألسنة, ويسمح لهم بتلاوة القرآن في المساجد.

وفي اليوم الأول من شهر رمضان لا بد وأن تذبح كل أسرة تايلاندية مسلمة ذبيحة احتفالاً بشهر رمضان, حتى أن الأسر الفقيرة تكتفي بذبح أحد الطيور. ولا يأكل الرجل من الطعام الذي طهته زوجته, وإنما يأكله شخص آخر..

إندونيسيا

رمضان له هيبة خاصة لدى المسلمين في إندونيسيا, وشهر رمضان شهر منتَظر كضيف عزيز, والمسلمون يستقبلونه بصور استقبال مختلفة, ومن ذلك: تزيين الشوارع بشعارات رمضانية ومصابيح خاصة في بعض المناطق وتنظيف المصالح العامة والمساجد وتدارس القرآن الكريم والتعليم الديني. ومع بداية شهر رمضان تكون هناك إجازة لمدة تتراوح بين 3 أيامٍ و5 أيام باختلاف المناطق, ويستغل المسلمون هذه الإجازة للقيام بزيارات إلى الأهل والأقارب والتهنئة بقدوم الشهر.

وفي مساجد إندونيسيا تُقام الدروس ومدارسة القرآن الكريم بعد صلاة العصر كل يوم, وللمسلمين في إندونيسيا بعض الأطعمة الخاصة برمضان وهذا يختلف باختلاف المناطق ومن هذه الوجبات وجبة تسمى كيتوبات وهي عبارة عن أرز يُطبخ بطريقة خاصة وبالماء الزائد وبأوراق النرجيل, وبعض الوجبات تكون رمزًا للتصالح بين الناس والتسامح والعفو بينهم.

سنغافورة

في البلاد ثمانية عشر ألف مسلم سنغافوري; يُوزع عليهم في عيد الفطر ما تم جمعه في رمضان من زكوات الفطر كما يُقدّم جزء من المبلغ على شكل مواد غذائية ويوزع نصف مليون دولار من مجموع المبلغ الكلي على 11217 مسلمًا سنغافوريًا

ومن المشاريع الرمضانية مساعدة طلبة الأسر الفقيرة, وكفالة مصاريف آلاف الأسر الفقيرة طوال رمضان نقدا وبالمواد الغذائية

أذربيجان

يعد الجامع التركي في باكو العاصمة, هو الجامع الأكثر حرصا على أداء صلاة التراويح يوميا; حيث يتوافد عليه نسبة كبيرة من المسلمين, أغلبهم من أتراك تركيا ومن مسلمي العالم الإسلامي المقيمين في أذربيجان, وهو الجامع الوحيد في باكو أيضا الذي يضيء مصابيح مآذنه من وقت المغرب, وحتى فجر اليوم التالي, مثلما هي العادة في دول الشرق الإسلامي. ويقوم المركز الثقافي المصري بإقامة صلاة الجماعة في مكان خصص داخله, حيث يتولى الإمامة وإلقاء الخطب مدرسون من الجامع الأزهر الشريف, وقد جلب المركز كذلك مجموعة من الأساتذة الجامعيين في جامعات أذربيجان لإلقاء محاضرات دينية تتعلق بشهر رمضان والمناسبات الدينية.

نيجيريا

يهتم المسلمون في نيجيريا بالعشر الأواخر من شهر رمضان; حيث تشهد إقبالا من المسلمين على المساجد, ويقود رب الأسرة أفرادها إلى الجامع طيلة هذه الليالي العشر, كما تكثر ظاهرة الاعتكاف في الجوامع, كما أن النساء يعتكفن بأعداد أكبر بكثير من الرجال.

وتعقد المنظمات الشبابية في الجامعات النيجيرية سلسلة من جلسات رمضانية في الأيام العشرة خاصة لتلاوات جماعية للقرآن, والتي تهدف في النهاية للوصول إلى مليون ختمة للقرآن على الأقل. وتحظى ليلة القدر باهتمام خاص لدى النيجيريين; فيتم الاحتفال بها منذ اليوم الحادي والعشرين لغاية نهاية الشهر, وتحرص كل منظمة إسلامية في نيجيريا على أن تنفرد بإقامة مراسم خاصة بليلة القدر, وتنقل هذه الاحتفالات عبر القنوات التليفزيونية المحلية حيًّة على الهواء مباشرة.

هولندا

تلعب موائد الإفطار الرمضانية التي تقيمها المنظمات الإسلامية في هولندا دورًا مهمًّا في إقامة الصلات بين مختلف مكوِّنات الأقلية المسلمة, فقد أصبح من تقاليد مسجد (قول تبه) في ضاحية الشمال بمدينة روتردام, والذي يشرف عليه مسلمون من أصل تركي, إقامة إفطار جماعي يُدعى إليه سائر المسلمين من مختلف الأصول, هولنديين وعربًا وهنودًا وبوسنيين. وإلى جانب ذلك, يحرص الدعاة إلى دين الإسلام على أن تكون موائد الإفطار الرمضانية التي تقيمها منظمات الجالية المسلمة, فرصة لتعريف الهولنديين من غير المسلمين بالحكمة التي تقف وراء الصوم بشكل خاص, وشرح أركان الإسلام وأصول الاعتقاد بشكل عام.