عالم الطوابع

عالم الطوابع

بداية استخدام الطوابع

سألني أصدقاء كثيرون عن تاريخ الطوابع, ورغم أن الإجابة طويلة إلا أنني اختصرها كالآتي:

  • في العام 1837م, عرض (رولاند هيل) الإنجليزي, مشروعا لنظام بريدي أفضل, يرمي إلى خفض نفقات البريد, وفي نفس الوقت يهدف إلى رفع الدخل القومي للدولة.
  • هذا المشروع هو توحيد الرسوم على الرسائل المتبادلة بين جميع أنحاء بريطانيا, وليس حسب المسافة بين الجهة المرسلة منها والجهة المرسلة إليها.
  • ودافع (هيل) عن فكرته أنه باتباع هذا النظام, سيزداد عدد الرسائل أضعاف ما كانت عليه, وبالتالي سيزداد الدخل القومي وسيجني المجتمع منه فوائد عظيمة, ويعمل على تقوية الأواصر والروابط بين أنحاء الإمبراطورية.
  • في 27 أغسطس 1839 وقعت الملكة فيكتوريا, ملكة إنجلترا في ذلك الحين على مشروع (هيل) بعد موافقة البرلمان, وكانت هذه الخطوة الممهدة لظهور أول طابع بريد في العالم.
  • وصدر أول طابع بريد في العالم العام 1840م, في إنجلترا, على الرغم من احتجاج رجال البريد القدامى بشتى الطرق, وبحجج تثير الضحك والسخرية مثل ادعائهم أن الصمغ الذي يكسو الطابع من الخلف, يعلق بلسان كل مستعمل له, وينقل جراثيم الطاعون, وينشرها بين الناس ويؤدي إلى حتفهم, وبالتالي يؤدي طابع البريد في فترة وجيزة إلى القضاء على الأمة الإنجليزية!
  • في منتصف العام 1841م, ظهرت طوابع البريد في الولايات المتحدة بفضل جهود (الكسندر جريج) وهو يعتبر أب الطوابع في الولايات المتحدة, وصدر أول طابع فئة 3 سنتات, وفي العام 1845م صدر ثاني طابع في الولايات المتحدة, وبعد ذلك توالت طوابع البريد في الظهور بسرعة في الولايات المتحدة الأمريكية.
  • في مارس 1843م, أدخلت سويسرا طوابع البريد للقارة الأوربية. تلتها البرازيل في يوليو من نفس العام, ثم فرنسا العام 1849م.
  • أما في مصر, فقد صدر أول طابع بريد في العام 1866م.

بدء هواية جمع الطوابع

  • لا أحد يعرف بالضبط متى بدأت هواية جمع الطوابع..!

ربما تكون بدأت بعد إصدار الطابع الأول مباشرة, فقد قام (براون) الإنجليزي بنشر أول فهرس للطوابع العام 1846م.

ومنذ ذلك الحين أخذت فهارس الطوابع تنتشر في كل أنحاء العالم تقريبا كما انتشر أيضا عدد كبير من الكتب والمجلات الخاصة بالطوابع.

  • وبعد أن ساير الطابع الزمن والتطور, أصبح مصدرا للهواية والكسب معا.. وتولدت هواية جميلة أدت إلى اتساع المجال أمامه والارتفاع بشأنه. وضاعفت الدول من اهتمامها بإخراج الطوابع,وما تسجله عن رموزها التاريخية وجمال صورها وما ترويه من قصص الأمم والأفراد, يضاف إلى ذلك الدور الذي تلعبه من ضوء وتنسيق وتظليل.

وأصبحت الطوابع خير ترجمان للجمال الحقيقي للفن حتى جذبت الأنظار, مما كان لها أكبر الأثر في تدعيم هذه الهواية.

  • اكتشف الهواة أن بعض الطوابع من الصعب العثور عليها, وذلك لأنها طبعت غالبا بأعداد قليلة, وأخذ الهواة يتبادلون الطوابع النادرة, وسرعان ما بدأ بعضهم في بيعها للبعض الآخر, وارتفعت الأسعار عندما بدأ الناس في فهم سر بيع طابع قيمته سنت واحد أصدرته غينيا البريطانية العام 1856م بمبلغ 935 ألف دولار أمريكي, وكان ذلك في العام 1980م.

واليوم تباع بعض الطوابع النادرة بملايين الدولارات.

 


 

سها سعيد