أدباء الغد

أدباء الغد

(لا أحيا من دون عمل)

خرج العصفور الصغير الجميل من البيضة الناصعة بعد أن كان تحت جناحي أمه الحنون. لقد خرج منها وهو لا يعرف شيئًا عن العالم الخارجي الكبير والفسيح.

كانت أمه فرحة جدًا لهذا الفرخ الجديد, فبدأت تعلّمه أشياء بسيطة عن كونه, ويومًا بعد يوم, تعلم العصفور أن من أهم الأعمال الحصول على الغذاء بنفسه.

وعندما علمت الأم أنه متمكن من هذا العمل, سمحت له بالخروج, خرج العصفور لوحده لأول مرة وكان يحلق حرًا طليقًا وهو يردد: إنني العصفور الجميل, ذاهب إلى الجبال, للبحث عن طعامي, يا لفرحتي!

وفي حقل شاسع, رأى حبوبًا صفراء لامعة, فاتجه نحوها يسابق الريح, وعندما وصل إلى الأرض, شاهد رجلاً يقف أمامه, ويمنعه من الدخول, كانت ثيابه ممزقة وملونة وله شعر أصفر يشبه الصوف. فتراجع إلى الخلف, وهو في أشد الخوف, ثم حلق عاليًا في الفضاء الواسع, فقد كانت أول مرة يذوق فيها طعم الهزيمة. وفي الحقل المجاور, شاهد فلاحًا يلقي الحبوب على الأرض الطيبة الحمراء المحروثة, فانتظر إلى أن يذهب الفلاح, وفي الوقت المناسب, نزل إلى الأسفل, ورأى الحبات التي مازالت تشتمّ رائحة التربة وتنعم ببرودتها, وما إن فتح فمه للأكل, حتى صاحت الحبة قائلة: (لا تأكلني أيها العصفور الصغير, إننا لازلنا صغارًا لا نشبعك أبدًا, فاذهب إلى الحقل المجاور ستجد فيه حبوبًا ناضجة).

فرد العصفور: (لن أفعل, هناك رجل قبيح يمنعني من الدخول إلى الحقل, وربما يمسكني).

ضحكت الحبة ساخرة وقالت له: (لم أتوقع أنك بهذا الجبن, فإن ذلك الرجل مجرد تمثال وضع أمام العصافير كي لا تدخل إلى الحقل. فاذهب ولتر بنفسك أنه غير حقيقي, وإن كنت تريد الأكل من هذا الحقل, فلتنتظر إلى موسم الحصاد, فستجد الحبوب ناضجة تشع كالذهب).

فقال العصفور حزينًا: (لكنني - يا صديقتي - لا أستطيع أن أحيا طول هذه المدة من دون عمل وطعام, فأنا طموح جدًا ولا أحيا من دون عمل).

وكانت الأم طوال هذا الوقت والحوار, تستمع وتراقب ابنها الصغير. وبعدما قال العصفور كلامه, ظهرت الأم وقالت لابنها: (أنا فخورة بك يا ولدي, وحقًا المرء لا يستطيع العيش من دون عمل, ولنذهب الآن إلى العش, فقد أحضرت الطعام المفضل لديك).

ثم شكرت الأم الحبة لأنها علّمت ابنها ما لم يكن يعلم. ثم ودّعا الحبة وذهبا إلى العش فرحين.

لمياء بشير عبداللاوي
حي الرياض - سوسة / تونس

الأخ الطيب

كان هناك ثلاثة أخوة يتنزهون, فرأوا مجموعةً من النمل فقال الأخ الأكبر: فلنسحقهم بأرجلنا. فقال الأوسط : أنا موافق. وقال الأخ الأصغر: لا, فهي لم تسئ إلينا, فأكملوا سيرهم, فوجدوا خلية نحل, فقال الأخ الأكبر: هيا بنا نأكل عسلها, فقال الأخ الأوسط: نعم هيا بنا يا أخي, وقال الأخ الأصغر: لا, أرجوكما لا تفعلا ذلك. وأكملوا سيرهم حتى وصلوا إلى قلعة مهجورة فدخلوا إليها فرأوا عجوزاً وسألوه عن حال القلعة وقالوا له: كيف نساعد في القلعة فقال العجوز: أحضروا ألف لؤلؤة ومعكم مهلةُ حتى المساء وإلا ستصبحون حجراً, فحصل الأخ الأكبر على مائة لؤلؤة, وحصل الأخ الأوسط على ثلاثمائة لؤلؤة فقط, أما الأخ الأصغر فحصل على ألف لؤلؤة, فعاد إلى القلعة, وأعطى الكيس للعجوز وقال العجوز: اذهب وابحث عن حصان له قرن أصفر, وأحضر الحصان أيضاً, فعاد كل شيء على حاله.

جان جمال ولي - العمر 9 سنوات
سورية - القامشلي
مدرسة السلام الخاصة
E-mail:
[email protected]

خذ الحكمة من الحكيم

قال أحد حكماء الفلسفة: الاخوان ثلاثة, أخ كالغذاء تحتاج إليه كل وقت, وأخ كالدواء تحتاج إليه أحيانًا, وأخ كالداء لا تحتاج إليه أبدًا.

سُئل أحد الحكماء: الأغنياء أفضل أم العلماء?! قال: العلماء. قيل له: فما بال العلماء يأتون أبواب الأغنياء, ولا يأتي الأغنياء أبواب العلماء! قال الحكيم: لمعرفة العلماء بفضل المال, وجهل الأغنياء بقيمة العلم.

سُئلت أم: مَن تحبين من أولادك? قالت: مريضهم حتى يشفى, وغائبهم حتى يعود, وصغيرهم حتى يكبر.

وقد سُئل أحد الحكماء: ممن تعلمت الحكمة?! قال: من الرجل الضرير? لأنه لا يضع قدمه على الأرض إلا بعد أن يختبر الطريق بعصاه.

وقال أحد الحكماء: إن جبانًا واحدًا في الجيش, أشد خطرًا على بلده من عشرة بواسل في جيش الأعداء.

وقال أحد الحكماء: لقد تعلمت من الزهرة البشاشة, ومن الحمامة الوداعة, ومن النحلة النظام, ومن النملة العمل, ومن الديك النهوض باكرًا.

أريش خالد بهلوي
القامشلي - سورية
العمر 13 سنة