بيتنا الأرض

بيتنا الأرض

لغز.. الشمس تحت السقف!

نعم رأيت الشمس تحت السقف. ربما لاتصدقون أن الشمس يمكنها أن تطلع تحت السقف, لكن هذا ما رأيته. وربما يظن بعضكم أنني أقصد صورة للشمس داخل غرفة, أو حتى تأثيرات للطاقة الشمسية صارت تُستخدم في المنازل .. مياه دافئة بالحمام وفرها سخان شمسي, أو مصباح بخلايا كهربية ضوئية تحول الطاقة الشمسية إلى كهرباء تُخزن في بطارية أثناء النهار وتجعل المصباح ينبعث منه الضوء عند المساء. لكن لا, إنني أقصد الشمس الشمس, وتحديدا أشعتها التي لولاها لانتهت الحياة على سطح الأرض.

طبعًا يمكن أن يذهب خيال واحد منكم إلى أن أشعة الشمس الحقيقية التي رأيتها كانت من خلال فجوة في سقف أحد البيوت القديمة المنهارة, لكن لا, لقد رأيت أشعة الشمس تحت سقف أحد البيوت الجديدة بهندستها وتجهيزاتها الحديثة جدا في إحدى الدول الأوربية.

لقد زرت هذه الدولة الواقعة في شمال أوربا في الصيف, ودعيت لزيارة أحد المنازل, فوجدت أضواء لطيفة تنصب مما ظننته مصابيح مثبتة في السقف. كانت أضواء مختلفة عن كل الأضواء التي تشع بها كل المصابيح الكهربائية وغير الكهربائية التي نعرفها. وفي كل مكان نتحرك فيه داخل هذا البيت تعطي المصابيح إحساسا بأننا نجلس في مكان مفتوح تحت سماء صافية في نهار جميل.

قلت انطباعي هذا لأصحاب البيت, فابتسموا وأكد لي أحدهم : (هذه الأضواء بالفعل قادمة من سماء صافية في هذا النهار الجميل. إنها أشعة شمس حقيقية). تصورت لأول وهلة أنها أغطية زجاجية لثقوب مصممة في السقف لتسقط خلالها أشعة الشمس, لكنني تنبهت إلى أننا كنا في الطابق الأول وفوقنا ثلاثة طوابق أخرى للبيت المكون من أربعة طوابق. فسألت عن حل اللغز.

وأنا أسألكم أن تفكروا في حله قبل أن تقرأوه.

لم تكن هذه المصابيح في سقف البيت إلا نهاية حزمة من الألياف الضوئية المصنوعة من مادة زجاجية يمكنها أن تنقل الضوء من طرفها الأول إلى طرفها الآخر حتى لو انثنت أو التوت. وهذا الابتكار البسيط العبقري سهّل على مصنعي هذه المصابيح نقل أشعة الشمس المباشرة إلى داخل البيوت لزيادة إضاءتها في النهار, بلا كهرباء وبالمجان, إضافة إلى أن هذا الضوء الطبيعي أكثر ملاءمة لصحة العيون. فهل نفكر في استخدام هذه الأفكار الجميلة لزيادة الضوء في بيوتنا ومستشفياتنا وبعض مدارسنا المعتمة?!

 


 

محمد المخزنجي