العمة كوبرا

العمة كوبرا

قصة ترجمتها عن الإسبانية: د. نادية جمال الدين

رسوم : جيهان سعودي

كان العم أرنب مهمومًا جدًا لأنه كان للمرة الثالثة على وشك أن تلتهمه العمة (كوبرا) (نوع من الحيات الضخمة) بقضمة واحدة. فقد قابلها وهي ملتفة حول شجرة بين أعشاب خضراء حيث كان يتناول عشاءه كالعادة, واعتقادًا منه أنها نائمة لم يعرها اهتمامه. ولكنه انتبه فقد ظهرت فجأة أمامه وكأنها انطلقت من مدفع ولولا أن العم (أرنب) يمتلك أرجلاً جيدة, لكانت قد ابتلعته.

أخذ يفكر ويفكر ماذا يفعل لقتلها: فقد كانت طويلة للغاية وسميكة للغاية إلى درجة أن جسده كان يرتعد لمجرد رؤيتها.

وأخيرًا واتته فكرة. أخذ جوالاً من القماش السميك وتوجه إلى بيت العمة (كوبرا). كانت تعيش داخل فجوة متآكلة لشجرة عجوز تلقي بظلالها على عين ماء. وأخذ يتحدث بصوت عال في البداية, كما لو كان بصحبة أحد ما, ثم بصوت خفيض, مختلف عن صوته:

- أستكفي?

- ألن تكفي?

- أستكفي?

- ألن تكفي?

- نعم?

- لا?

- نراهن بنعم!

- نراهن بلا!

- يا رجل سوف تكفي!

- يا رجل! لا تكن عنيدًا فالعمة (كوبرا) أطول من الطريق وأسمك من هذه الشجرة, أراهن برأسي أنها لن تكفي!

- في رأيي انها ستكفي!

عند ذكره الجملة الأخيرة كان العم (أرنب) قد وصل إلى بيت العمة (كوبرا) التي كانت نائمة وأيقظتها الأصوات. ولحسن الحظ كان مزاجها طيبًا في تلك اللحظة, فقد سكن في بطنها مجلاح (نوع من الحيوانات يشبه الخنزير البري) كان قد نزل إلى عين الماء, لذلك فقد كانت تقوم بعملية هضمه. أطلت برأسها من الفجوة وعندما رأت العم (أرنب) سألته:

- ويحك, ما هذه الضوضاء? لقد أيقظتني.

- إنه يا سيدتي, إنه أخي العنيد هذا (كان وهو يتحدث إليها يشير بإصبعه إلى بعض الأعشاب خلف الشجرة كما لو كان أخوه المفترض مختبئًا هناك), إنه يقول إنه يراهن أنك لن تكفي في هذا الجوال (وهو يبين في الوقت نفسه الجوال للعمة (كوبرا)) وأنا قلت له إننا نراهن على أنك تكفي.

قالت العمة (كوبرا) - افتح الجوال لكي أضع نفسي بداخله, وهكذا يقتنع هذا العنيد وتكسب أنت الرهان.

كان العم (أرنب) أثناء ذلك يقول لنفسه:

- أي! يا إلهي, لا تفتح شهية العمة (كوبرا) فتأكلني.

كان جسده كله يرتعد ولكنه استطاع أن يهدأ وفتح الجوال فاحتوى العمة (كوبرا) بشكل تام. ومن دون إضاعة الوقت, أخذ العم (أرنب) حبلاً كان يحمله في جيبه وربط عنق الجوال بإحكام وألقاه مرة واحدة في النهر.