أحلام المبتكرين العرب الصغار

أحلام المبتكرين العرب الصغار

لم تكن سعادتي تقل عن سعادة كل من حضر (الملتقى العلمي الأول للأطفال العرب), الذي نظمته إدارة الطلائع بوزارة الشباب المصرية تحت شعار(المبتكر الصغير). حيث جاء المبتكرون الصغار من 11 دولة عربية بالإضافة إلى وفد مصر, للمشاركة في ورش العمل وحضور المحاضرات العلمية, فانتقلت المعلومات والخبرات وتفتحت الأفكار, وبدا أن العلماء الجدد يعدون الأمة العربية بمستقبل أفضل.

تجولت في ورشة الإلكترونيات التي استمرت - مثل ورشتي الميكانيكا والحاسب الآلي- على مدى ثلاثة أيام, وهناك قابلت صديقنا (عويضة خضير - 17عاما - السعودية), وأظنكم ستشاركونني الإعجاب بنماذج التليفريك والونش والحفار والشلال الصناعي التي قام بصنعها, بالإضافة إلي ابتكاراته الخاصة, ومنها (مقعد النوم) المفيد جدا لكل من لا يستطيع الاستيقاظ بسهولة - كما يقول عويضة - فعندما يكون لديك موعد ولا تريد أن تتأخر عنه, ما عليك إلا أن تنام على هذا المقعد المريح وتضبط المنبه المتصل به على موعد استيقاظك, وعندما يدق جرس المنبه فإنك لن تتمكن من إيقافه أبدا إلا إذا نهضت قائما من على المقعد.

ورغم أن (محمد عبد الوهاب - 18 عاما - مصر), صنع نماذج لماكينات موجودة من قبل مثل: الفرن الالكتروني (المايكروويف), وجهاز لتعبئة زجاجات السوائل آليا, وآلة زراعية متعددة الأغراض تحرث الأرض وتبذر البذور ثم تغطيها وترويها وأخيرا تحصد الثمار, ومطحنة للحبوب بجميع أنواعها, ومقص ورق كهربائي يستخدم في المطابع حيث يقص ورق الجرائد الكبير وغيره من مقاسات الورق المختلفة, إلا أنه صنع كل هذه الماكينات من خامات بيئية مستهلكة سابقا, مما يقلل من تكلفتها كثيرا, ويساعدنا علي الاستفادة من المواد المستخدمة وإعادة تصنيعها, ولا ننسى بعض الإضافات التي وضعها على هذه الماكينات لكي ييسر من استخدامها.

ومن النادي العلمي الكويتي جاء (مبارك أحمد- 15 عاما) ليحكي لنا عن مشروع مضخات سحب وطرد المياه فيقول: إن المضخة تعمل يدوياً وهي مفيدة في الزراعة أو أي مجال آخر نحتاج فيه إلى رفع المياه من مستوى منخفض إلى مستوى مرتفع. أما يونس صالح -12 عاما - فقد خطرت له فكرة جهاز الإنذار الذي ينبه أصحاب المنزل عندما يقل منسوب المياه في الخزان عن طريق دراسته لميكانيكا السيارات في النادي العلمي أيضا, لأن فكرة الجهاز هي نفس فكرة (عوامة البنزين( كما يخبرنا يونس.

وفي ورشة الحاسب الآلي شرح لي (منتصر محمد - 15 عاما - فلسطين), طريقة عمل جهاز (الأمن المحوسب) - أي المعتمد على الحاسب - الذي قام بتركيبه على نموذج لمصرف (بنك), قائلاً: إن نظام الرقم السري للخزينة يعتمد على طريقتك في إدخال هذا الرقم, فمثلاً اذا كنت تدخل رقمين ثم تنتظر قليلا قبل إدخال باقي الأرقام, فإن أي شخص يحاول إدخال الأرقام - حتى وإن كانت صحيحة - بطريقة مختلفة سيعمل الجهاز على إيهامه أنه لم يخطئ حتى يقوم تلقائيا بالاتصال بالرقم المسجل عليه من قبل سواء كان رقم الشرطة أو المسئول عن الأمن. كما سيغلق جهاز الأمن الخارجي كل أبواب المصرف حتى يسجن السارق بداخله.

ويحكي لنا (فادي منيب- 16 عاما - العراق), أنه بسبب ظروف الحرب انقطعت المياه عن منزله وبدأت والدته تخزن المياه في خزان فوق سطح المنزل, وترسله بين الحين والآخر ليرى منسوب المياه, ولأن فادي من طلبة مدرسة الموهوبين التي لا يلتحق بها إلا من يجتاز اختبارات عديدة في الذكاء والمهارات وغيرها. فقد قام بصنع مقياس الكتروني لمستوى سطح الماء في الخزان بحيث يمكنه من معرفة منسوب المياه وهو في حجرته, وهكذا تخلص من مشوار السطح المتعب.

البطارية المنزلية المكونة من ليمونة وقطبين والقادرة على إضاءة مصباح صغير, وجهاز لشحن البطاريات مكون من مرحل ومكثف ومحول كهربائي, وجهاز لكشف الكذب هي بعض ابتكارات (صخر مصطفي الرفاعي - 16 عاما - ليبيا), أما عربة الأطفال الصحية من حيث وضع جلوسهم فيها فهي من تصميم (محمد سعيد - 14 عاما - البحرين), وهي أيضا سهلة التركيب والفك ومصنوعة من خامات مستهلكة قبلاً.

وأكثر ما أعجب (عبد العزيز عبد الرازق راشد- 12 عاما - الكويت), هو عالم الديناصورات الذي تعرف عليه عندما زار مركز سوزان مبارك الاستكشافي للعلوم ضمن برنامج الملتقى, الذي اشتمل على زيارة لجامعة الدول العربية ولمدينة الإسكندرية أيضًا, كما تعلم العمل علي برنامج الحاسب (الادوب بريميير), وأصبح قادراً على عمل (مونتاج) لأفلام الفيديو من خلال الحاسب الآلي, ويمكنه أن يتحكم في درجة الإضاءة وسرعة التصوير وإضافة الخلفيات التي يريدها.

(احمد عباس- 14 عامًا - السودان), استخدم برنامج (اكسس) ليصنع قاعدة بيانات مدرسية تساعد في الوصول إلى بيانات الطلاب بسرعة كبيرة كما تعد تقارير عن مستويات الطلاب العلمية.

واشترك (احمد يحيى- 14عاما, وحنان عبد الله- 12عاما, اليمن), في تصميم كارت يحمل علمي مصر واليمن متداخلين, وقد استخدما لذلك برنامج (الفوتو شوب). كما قام (عبد الله عتيق- 13 عاما - قطر) بصنع شعار للملتقى من ابتكاره جمع فيه بين أعلام الدول العربية وخريطة لها ثم صورة كتاب ليدل على العلم.

قبل بدء هذا الملتقى قابلت د. محمد أبو الخير رئيس إدارة الطلائع وقد علمت منه أن هذه ليست المرة الأولى التي تدعو فيها وزارة الشباب المصرية أبناء الوطن العربي ليلتقوا بل إنها المرة السابعة, ولكن الملتقيات السابقة كانت ذات موضوعات فنية مثل الكورال والفن التشكيلي, أما هذا العام فقد تقرر أن يكون موضوع الملتقى علميًا, وقد سعد الجميع بهذا الموضوع الجديد الشيق خاصة أنه أظهر مواهب ومهارات كبيرة موجودة في الشباب العرب كما جاء على لسان د.إبراهيم قمر أحد المشرفين على ورش العمل.

أما حفل الختام فقد أظهر مواهب أخرى في تجويد القرآن الكريم الذي افتتح به الحفل, ثم في الخطابة لطلائع وفدي مصر وفلسطين, وفي نظم الشعر وإلقائه, وعزف الموسيقى, والغناء والرقص الشعبي أيضا. ولأن كل من تحدثت إليهم يرون أن الجائزة الأكبر لهم جميعا هي التقاؤهم معا وتكوين صداقات من كل الوطن العربي ستستمر عبر البريد الإلكتروني والاتصالات أو ربما اللقاء مرة أخرى, فما رأيكم لو تقرأون معي كلمات الشاعرة الصغيرة جداً نورهان مصطفي من مصر التي ألقت قصيدة تحت عنوان (الوحدة العربية), قالت فيها: (أنا لست سعودية ولا كويتية أنا لست من الأردن ولا من السودان ولا من ليبيا ولا من بغداد أنا لست فلسطينية ولا حتى مصرية أنا فقط طفلة عربية احتاج أن أحيا مع أخي العربي).

وأخيرا لا أريدكم أن تحسبوا أن مواهب الطلائع العربية قد انتهت بل إنني لم اذكر إلا القليل منها, أما الكثير فهم أنتم جميعاً, فكل إنسان في العالم قد أعطاه الله سبحانه وتعالي موهبة ما, والواجب عليه أن يبحث عنها حتى يجدها وينميها بالعمل الجاد وهكذا يحقق أحلامه وأحلام وطنه فيه.

 


 

أميرة غريب

 




أحد افراد الوفد الفلسطيني صاحب مشروع إعادة تصنيع الشمع





نموذج البنك المؤمن اليكترونياً ـــ فلسطين





نموذج لنظام الامن في المنازل ـــ السعودية





صورة لرؤساء الوفود المشاركة





صورة جماعية للطلائع في حفل الختام