الإسلام حضارة

الإسلام حضارة

حدائق الإسلام
استمتع بالجمال وانعم بالسلام

نزور الحدائق ليل نهار, لنخرج في نزهة خارج الديار, أو نشاهدها أثناء سيرنا, في استمتاع بجمال أزهارها, واللون الأخضر الذي يزين أرجاءها.. هذه الحدائق التي تشرح القلب, نالت في المدينة الإسلامية اهتماما كبيرا, فاق الاهتمام بها في أي مكان في الأرض, وفي أي وقت وعصر, لأن المسلم كان يحرص على أن تكون حديقته مثالاً للجنة التي وعد الله بها المتقين, جنة في الأرض تبهج الناظرين, لذلك كتب على الكثير من مداخلها آيات قرآنية حول فواكه الجنة ونعيمها, ومن بين تلك الآيات:

فهو في عيشة راضية, في جنة عالية, قطوفها دانية, كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية

أو بعض عبارات ذكر الله عز وجل مثل: لا إله إلا الله, أو الله الواحد الأحد, أو ما شاء الله, أو لا غالب إلا الله, التي كتبت بالخط الكوفي والثلث.

حدائق زمان

كانت الحدائق في بداية العصور الإسلامية واحة تمتلئ بأشجار النخيل حول منابع المياه, في قلب الصحراء.. وبعد اتساع الدولة الإسلامية, ودخول الحضارة الإسلامية في البلاد التي لم تكن تدين بالإسلام, أصبحت الحدائق التي تبهج النظر, المليئة بالزهور والرمان والجزر, من الأمور التي يهتم بها المسلم بشدة, لزيارتها في اليسر والشدة.

أجمل الحدائق

أحيطت الحدائق بالأسوار وأشجار النخيل, بعد أن وصلت في حسنها إلى حد غير معقول, وقد استلهم المسلمون من بعض الآيات القرآنية كيفية الاعتناء بالحدائق, ففي الآية الكريمة:

ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتاً من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين

ما يوضح المكان المثالي لإنشاء الحدائق, فكان المسلمون يفضلون أن تكون حدائقهم فوق ربوة عالية, مثلما جاء في الآية الكريمة, لتجنب معوقات النمو وتكاثر النباتات والأشجار, كما أن وجودها بمكان مرتفع, يسهل على التربة استيعاب كميات كبيرة من المياه دون أن تغرق.

بط وأوز وأسماك

بمناسبة المياه.. لقداستخدم الماء في الحدائق على أشكال كثيرة, فكان على هيئة بحيرات صغيرة, تظللها الأشجار ذات الأوراق الخضراء الوفيرة, والنوافير التي تساعد على تحريك سطح البحيرة الساكن, ليلطف حرارة الجو.

كما استخدم المسلمون الفسيفساء الملونة في تغطية قاع البحيرة, وجوانب النوافير أو القنوات المائية, كما احتوت بعض أحواض الماء على الأسماك أو طيور البط والأوز.

بالطبع تشتاق الآن لأن تجلس فوق أريكة في راحة, وتطلق للعقل سراحه, ينعم بالزهور والنباتات والفاكهة الدانية, لا تقلق, فهناك.. بالقرب من تلك النباتات والمسطحات المائية أرائك ومجالس مريحة للغاية, وذلك لرغبة المسلمين في تنفيذ ما جاء في الآية الكريمة: إن الأبرار لفي نعيم, على الأرائك ينظرون

أخشى عليك صديقي القارئ أن تذهب في نوم عميق, بعد أن ظللتك تلك الأشجار, وبهرك جمال البحيرات والأنهار.

 


 

هيثم صبري