أهلاً بك على شاشة العربي الصغير في فيلم مدغشقر

أهلاً بك على شاشة العربي الصغير في فيلم مدغشقر

شاهده معكم: أحمد مرسي

إذا تخيلت أن قارة أفريقيا تشبه وجه إنسان, عينه عند مصر, وأنفه عند الصومال, فإن مدغشقر تقع أمام شفتيه. فمدغشقر هي رابع أكبر جزيرة في العالم, وتبعد عن الساحل الشرقي لقارة أفريقيا بحوالي 240 ميلا. وهذا الموقع جعلها مكانا يلجأ إليه قراصنة البحار لاعتراض السفن التي تعبر الطريق من المحيط الهندي وبحر العرب إلى شواطئ وموانئ قارة أفريقيا. وإذا كنت عربيا من ليبيا فأنت ليبي, ومن سورية, فأنت سوري, ومن البحرين فأنت بحريني, ومن المغرب فأنت مغربي. لكن جاء شخص من مدغشقر سيطلق عليه مالاجاشي! وهذه الجزيرة لا تزال تزخر بكائنات نادرة, ولا تعيش إلا بها, مثل الليمور, والآي آي, التي تشبه الفهود الصغيرة, ولكن الأسود والحمير المخططة والزراف وفرس النهر, لا تعيش هناك, فماذا يحدث حين يصل أبطالنا وهم أسد, وزرافة, وفرس نهر, وحمار مخطط, إلى هذه الجزيرة? هذه هي قصة الفيلم.

هل نسافر أم نهاجر?

في العطلات المدرسية نسافر من مكان إلى مكان, من المدينة إلى القرية أو العكس, ويمكن أيضا أن نسافر من بلد إلى بلد. وغالبا ما تكون تجربة السفر مفيدة, لأننا نرى عادات جديدة, ومشاهد غريبة, ومناظر ممتعة. البعض يسافر, والبعض الآخر يهاجر, أي يستقر في بلاد غير بلاده . يخرج أليكس (الأسد) وجلوريا (فرس النهر), ومارتي (الحمار الوحشي), وميلمان (الزرافة), من حديقة الحيوانات حيث يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية, لأنهم يريدون : الحرية. فهم محبوسون داخل أقفاص ـ مثل أصدقائهم في حدائق الحيوانات ـ لكنهم يريدون الاستمتاع بالانطلاق, وهو ما وافق عليه مدير الحديقة. كان يجب أن تعود الحيوانات لمسقط رأسها, وليس إلى جزيرة لا يوجد بها سواهم من نوعهم. ولذلك ربما يعيدون التفكير في تجربة الحرية, أنت تشعر بالحرية بين أهلك وأصدقائك وجيرانك, وما معنى أن تكون حرا ولا أحد يفهمك, ولا أحد يشعر بك أو تستطيع التحدث معه, وأن تحبه ويحبك?

في حديقة الحيوانات, كانت مجموعة أصدقائنا, مثل باقي الحيوانات المأسورة داخل الأقفاص, تعتمد على الإنسان: يطعمها, يسليها, يحميها , يوفر لها الرعاية الطبية. إن الحيوانات في رعاية الحديقة, تشبه الأطفال في رعاية الأسرة. لكن الأمر مختلف لو أصبحت الحيوانات بمفردها في مكان غريب, عليها أن تكون مسئولة عن أكلها وشربها ومعالجتها, فهل تستطيع الحيوانات ذلك? ربما تستطيع, لكن ذلك يكون بالتجربة العملية, داخل الغابات, وفي البراري, أما إذا ظلت في أقفاصها, فربما وصل بها الأمر لأن تطلب الطعام بالتليفون.

الزرافة ميلمان , عرفت ما ستفعله حين وصلت إلى مدغشقر, تصوروا أنها بدأت تحفر مقبرتها! لأنها أحست أن نهايتها حانت, وأنها لن تعيش طويلا, وخاصة أن العلاج الذي كانت تأخذه لم يكن معها, وغرق في السفينة التي كانت ستنقلها وتنقل أصدقاءها إلى مواطنهم الأصلية. ذلك العلاج ـ كما نعرف ـ يجعل حيوانات الحديقة تعيش أطول من الحيوانات التي لا تلقى رعاية طبية في الطبيعة. المرض الوحيد الذي كانت تعاني منه ميلمان هو فراغ المعدة. أما سرعتها (30 ميلا في الساعة مثل سيارة), وقوة ساقيها في الدفاع عن نفسها (بحركات كلاعب الكاراتيه) فقد كانت تحميها من أي تفكير لمهاجمتها.

الضيف المأكول!

كان أليكس يأكل شريحة لحم للإفطار, ومثلها للعشاء, ومثلهما للغداء, والآن, في جزيرة لا يتوافر بها قائمة طعام, يدعو أليكس أعز أصدقائه لتناول العشاء, من هو أعز الأصدقاء, إنه الحمار الوحشي مارتي, وما هي الوجبة, مفاجأة. قرر الأسد أن يأكل مارتي. ففي الغابة تلتهم الأسود الحمير الوحشية. إنها تتعلم القنص (صيد الفرائس) من أمهاتها وآبائها, حيث يلتف هؤلاء حول الفريسة, ثم يوزعون نصيبهم منها. لكن هل يستطيع أليكس, أن يتحول من آكل للحوم, إلى أسد نباتي, لا يأكل سوى الخضراوات?

أما مارتي, ومثل كل الحمير الوحشية, فلم يكن يتخيل أنه يستطيع العيش بمفرده كحمار وسط أنواع أخرى, وهو لا يعرف العيش إلا بين أهله. لكن ذلك لا يمنعه من الاحتفال بعيد ميلاده بطريقة مثالية.