هاري بوتر وكأس النار

هاري بوتر وكأس النار

الآن وصلنا الى الجزء الأخير من سلسلة
هارى بوتر

استطاع بيتجرو ان يغافل هاري وأصدقاءه ويتحول الى فأر صغير, وبالتالى تمكن من الافلات والهرب, منطلقا الى الشرير فولدمورت لإعادته الى قوته السابقة, وقد أحزن هذا الهروب سيريس بلاك لأنه أضاع الفرصة الأخيرة له لإثبات براءته أمام سلطات حكومة السحرة.

عاد هارى ورون وهرماينى الى بيوتهم لقضاء الاجازة المدرسية, وفى هذه المرة كانت خالته وزوجها يعاملانه بشكل أفضل خوفا من ان يغضب منهم سيريس بلاك ويؤذيهم نظرا للصداقة التى كانت تربطه بوالد هاري.

وقام رون بدعوة هاري لمشاهدة المباراة النهائية لكأس العالم فى رياضة (الكيدتش). وبعد ان سمحت له خالته بالذهاب, جاء رون ووالده وأخذا هاري الى منزلهما.

ذهب الأطفال الثلاثة ومعهم والد رون وأخته وشقيقاه التوأم مشيا على الأقدام الى احدى محطات السحرة, ومن هناك ركبا عربة على شكل كأس تسمى (بورت كى), عندما ضغطوا على احد الأزرار بها انطلقت بسرعة الضوء بهم, وأنزلتهم فى ساحة كبيرة كان المشاهدون يجلسون فيها.

وجد هارى الكثير من اصدقائه فى الملعب, وكانت المباراة بين فريقى ايرلندا وبلغاريا, وبعد مباراة شديدة الاثارة فازت ايرلندا, وقبل عودتهم طلب والد رون من هارى ان يرتدي معطفه بسرعة وان يذهب معه, عندئذ سمع هاري أصوات صراخ وهلع وفوضى, واشتمت أنفه رائحة حريق.

الجمجمة السحرية

انطلق هارى ورون وهرماينى فى احدى المجموعات البشرية الهاربة, فيما دخل والد رون وأخواه التوأم فى مجموعة أخرى, وكان الجميع يجري باتجاه الغابة, وبسبب الفوضى العارمة تفرقت المجموعتان.

وقد كان السبب فى ما حدث هو ان اتباع الشرير (فولدمورت) قاموا بالامساك باعداد من الجماهير التى جاءت لتشاهد كأس العالم فى الكيدتش, وأخذوا فى تعذيبهم باستخدام الكلمات السحرية.

وصل هارى ورون وهرماينى الى مكان خال فى الغابة, وكان الوقت مظلما, وعندئذ سمعوا من وراء الأشجار التى أحاطت بهم صوتا يردد كلمة شعوذة سحرية دون ان يعرفوا مصدرها.

وبعد هذه الكلمة السحرية رأوا فى الافق جمجمة بيضاء يخرج من فمها ثعبان أخضر اللون, وكأنه لسانها, لم يفهم هارى ولا رون معنى هذه العلامة, ولكن هرماينى أدركتها, وقامت بجذبهما بقوة طالبة منهما الهرب بسرعة, وأخذت تشرح لهما أثناء الهروب ان هذه العلامة تخص (فولدمورت), وبعد مسافة قصيرة سمعوا أصواتاً عدة لاناس يوجهون عصيهم ويطلقون الكلمات السحرية, عندئذ أمر هارى صديقيه ان يخفضا رأسيهما كى لاتصيبهما تلك الكلمات.

وبعدها سمع الثلاثة صوتا آخر يقول (توقفوا هذا ابنى) كان صاحب الصوت هو والد رون, اما الذين كانوا يوجهون عصيهم السحرية فهم أعضاء فى وزارة السحر, وعنذئذ توقفوا وتقدم أحدهم وهو السيد (كراوتش) وسألهم من الذى قام بعمل هذه العلامة الجمجمة التى تدل على فولدمورت ?

هرماينى قالت انها لاتعرف, ودلتهم على المكان الذى صدر منه الصوت, فذهب عدد من أعضاء وزارة السحر, ودخلوا الى المكان وأخذوا يفتشونه, وبعد خمس دقائق جاء أعضاء الوزارة وبرفقتهم مخلوقة لونها أخضر كانوا قد خدروها, واسمها (وينكى) وهى من نوعية المخلوقات التى تقوم بخدمة المشعوذين, وهذه المخلوقة بالتحديد كانت خادمة للسيد (كراوتش), وكانوا يريدون استجوابها بشأن علامة (الجمجمة), أيقظوها من المخدر ووجدوا معها عصا هارى السحرية التى كان قد فقدها أثناء هروبه مع رون وهرماينى الى الغابة, وكانت هذه المخلوقة ترتعد من الخوف عندما بدأوا يستجوبونها, ونفت ان تكون قد أطلقت الكلمة السحرية التى تسببت فى وجود الجمجمة فى السماء, وأكدت هرماينى ذلك وقالت ان الصوت الذى سمعته يطلق الكلمة السحرية كان لانسان وليس لمخلوقات أخرى.

ورغم انهم وجدوها غير مذنبة فإن السيد كراوتش قام بطردها من خدمته مع انها قامت بازالة الجمجمة الموجودة لفولدمورت.

العودة إلى المدرسة

قام الثلاثة بتحضير أغراضهم الدراسية, وذهبوا الى المحطة السحرية, ليستقلوا القطار الذى قام بايصالهم الى المدرسة.

دخل الطلاب الى القاعة الرئيسية بالمدرسة, وجلسوا فى أماكنهم, ثم وجه الناظر (دمبلدور) خطابه المعتاد فى بداية كل سنة دراسية, مذكرا اياهم بالقوانين المدرسية, وأخبرهم ان مسابقة سوف تقام فى مدرستهم (هوجوارتس) بين ثلاث مدارس لتعليم السحر, وسوف يتم اختيار شخص من كل مدرسة ليقوم بتمثيلها, على ان يطلب من هذا الشخص تنفيذ أمر صعب, ثم تعطى لمن ينجح فى ذلك عدد من النقاط.

وقبل ان ينتهى دمبلدور من خطابه, انفتحت أبواب القاعة الرئيسية فى المدرسة, ودخل شخص قصير وله رجل خشبية وعين صناعية سحرية يستطيع عن طريقها رؤية الأشياء خلف ظهره, كما ان نظرة هذه العين يمكنها النفاذ الى داخل الأشياء ورؤية مافيها.

تحدث هذا الرجل الى الناظر لوقت قصير, قبل ان يقف الناظر ويقول ان هذا الرجل اسمه (ألستر مودى), وإنه سوف تسند اليه مهمة تدريس مادة (الدفاع ضد الفنون الشريرة), ثم أكمل دمبلدور حديثه عن المسابقة بين المدارس الثلاث.

وطلب الناظر إحضار الصندوق الذهبى الذى كان يحمله المدرس (ألستر مودى), فجاء به وأعطاه للناظر الذى فتحه وأخرج منه كأسا أحمر اللون وبداخله نار زرقاء يتطاير منها الشرر.

طلب الناظر من كل من يريد الاشتراك فى المسابقة ان يكتب اسمه واسم مدرسته على ورقة, وان يضعها فى الكأس, وقال انه نظرا لأن المسابقة تحتوى على بعض الخطورة, فان من يشترك فيها يجب ألا يقل عمره عن سبعة عشر عاما.

حزن هارى لذلك بشدة, وقال دمبلدور ان هذه المباراة التى ستقام فى (هوجوارتس), سوف تمنع ان يكون هناك مباريات (كيدتش), وان من سيكسب هذه المباراة سيحصل على ألف (جاليوتي) وهي عملة السحرة.

كانت أول حصة هى الدفاع عن النفس ضد الفنون الشريرة, ولأن شكل المدرس كان مخيفا, فان الطلاب لم يتحمّسوا لحضورها, عدا هارى ورون وهرماينى الذين كانوا يعشقون هذه النوعية من الحصص, ولذلك جلسوا فى المقاعد الأمامية.

الكلمات الشريرة

قال المدرس (مودى), انهم سوف يدرسون الكلمات السحرية الشريرة, وعندما بدأ يشرح أخرجت فتاة منظارا من تحت الطاولة أرته لزميلتها, لكن المدرس اكتشف ذلك ونهرها وطلب منها ان تركز فى الحصة, فعرف الطلاب من ذلك قدرة المدرس على اكتشاف الأشياء الخفية.

سألهم : ان كان أحد من الطلاب يعرف كلمات ممنوعة فى القانون السحرى, فرفع طلاب كثيرون أياديهم ومن بينهم رون وهرماينى, بينما لم يكن هاري يعرف شيئا منها بسبب ان خالته وزوجها كانا يكرهان السحر ويمنعانه من التعرف على أى شيء خاص بهذا الأمر.

اختار المدرس رون الذى أخبره بكلمة اسمها (امبيريس), وهنأه المدرس ثم قال لهم ان كلمة السحر تلك تجعل من الممكن التحكم فيمن تطلق عليه, وتجعله يفعل الأمر المطلوب منه بالقوة الذهنية, وسألهم مرة أخرى: هل يعرف أحد أخر كلمة سحرية? فرفع طالب يده وقال كلمة (كروش ياتس), وعندئذ أخرج المدرس عنكبوتا وقال انه لكى نفهم ماتفعله هذه الكلمة فلابد ان نقوم بتكبير العنكبوت, وقال المدرس كلمة (انكورجيو), فكبر العنكبوت, ثم وجه العصا السحرية تجاهه وقال (كروش ياتس) وعندئذ أخذ العنكبوت يتلوى من الألم وتنكسر مفاصله, الأمر الذى دفع عدداً كبيراً من الطلاب الى الصراخ, وفى ظل هذا الخوف صرخت هرماينى وقالت : توقف, وعندئذ توقف المدرس وأخذ العنكبوت يقف على أرجله من جديد.

عاد المدرس ليسأل نفس السؤال, واختار هرماينى التى قالت له: (أفادا كيدافرا), فأخرج عنكبوتاً آخر وألقى بالكلمة السحرية عليه, وعندئذ سطع نور أخضر وبعد ذلك أخذ العنكبوت يتدحرج على المكتب ثم مات.

وقال لهم المدرس مودى ان هذه الكلمة السحرية تقتل, وانها شريرة لا تستطيع أى كلمة سحرية أخرى ان تقاومها, وأضاف يقول (ان هناك شخصا واحدا فقط جربها وعاش, وهو يجلس أمامى), فاحمر وجه هارى بوتر من الخجل, لانه هو المقصود, عندما أطلق عليه فولدمورت هذه الكلمة ولم يمت بل انه أصيب فقط بندبة فى جبهته.

وفى الدرس الثانى قال المدرس مودى انه سيضع لهم كلمة السحر (امبيريس) لكى تتحكم فيهم, ولكى يرى كيف يمكن لهم ان يقاوموها, ولم يستطع أحد ان يصدها رغم محاولاتهم, وعندما جاء دور هارى رددها عليه فسمع هارى صوتا فى عقله الباطن يقول له : اقفز على المكتب, وحاول هارى مقاومة ذلك وأخذت أصوات تضطرب فى ذهنه أحدها يدعوه الى القفز والأخر يدعوه الى عدم فعل ذلك, عنذئذ حاول هارى القفز بخفة, فشعر بألم شديد لكنه وثب ببطء وثبة خفيفة, ثم ارتطمت الطاولة بالأرض.

قال المدرس مودى للطلاب ان هارى قاوم, وطلب منه ان يكرر ذلك أربع مرات, وبالفعل كررها هارى حتى استطاع ان يجيد مقاومة الكلمة السحرية (امبيريس).

السباق نحو الكأس

جلس الطلاب بعد ذلك ينتظرون وصول فريقى المدرستين اللتين سوف تنافسان مدرستهم فى مسابقة المشعوذين, وجاء الناظر دمبلدور ومعه كأس النار حتى يسحب منها أسماء المشاركين الثلاثة فى هذه المسابقة .

أطفئت الأنوار, فيما كان لون كأس النار أزرق أولا ثم تحولت الى الأحمر, وخرجت منه ورقة ملفوفة, أمسكها الناظر وقرأ منها اسم المشارك من مدرسة (بوباتو), وكانت الطالبة (فلور دى لاكور), والمشارك من مدرسة (ديرم سترينج) الطالب (فيكتور كرام), والمشارك من مدرسة (هوجوارتس) واسمه (سيدرك دى جورى).

بدأ دمبلدور يتكلم, ولكن كأس النار تحولت إلى اللون الأحمر للمرة الثانية وخرجــت منها ورقة قرأ منها اسم هارى بوتر, وهو حدث اعتبر غريبا لأن المفترض هو مشاركة ثلاثة متسابقين فقط لا أربعة, اعترض المدرســون على وضـــع اسم هارى نظرا لصغر عمره, لكن الحكام قرروا انه مادام اسمه ظهر فى كأس النار فلابد من مشاركته.

القسم الأول من المباراة كان الشرط فيه هو تخطى التنين أولا ثم الحصول على البيضة الذهبية, وقد نجح المتسابقون الثلاثة فى ذلك, وعندما جاء دور هارى واجه أشرس تنين, فقال كلمة سحرية وأحضر بها مكنسته السحرية, وقــام بالطيران بها ومراوغة التنين حتى استطاع بعد مشقة الحصول على البيضة.

وفى القسم الثانى من المسابقة وقد اقيم بعد ثلاثة شهور من القسم الأول, بدأت المباراة فى بحيرة كبيرة وعميقة تقع أمام المدرسة, وتعيش فيها مختلف الكائنات الغريبة, وخصوصا عرائس البحر, والمفترض وفقا للمباراة ان تقوم عرائس البحر باختطاف أفضل صديق عند المتسابقين, وعلى هؤلاء المتسابقين ان يقوموا باستعادتهم.

لم يكن هارى يجيد السباحة, فقام بالذهاب الى المكتبة وأخذ يقرأ الكتب فوجد فى احداها نصيحة تمكنه من ذلك, عن طريق مضغ نوع من الطحالب البحرية الغريبة, التى تمنح من يمضغها خياشيم كالأسماك, وتحول قدميه الى رجلى بطة, هذا الطحلب موجود في مخزن البروفيسور (سنيب), وهو رجل يكن كرها عميقا لهارى.

ارتدى هارى ثوب الاخفاء الذى كان يملكه أبوه, وتسلل الى المخزن, وهناك رأى رجلاً نائماً اعتقد انه سنيب, ودخل الى المخزن وأخذ الطحلب, وفى يوم المسابقة وقف جميع المشاركين على حافة البحيرة ومضغ هارى الطحلب وظهرت الخياشيم فى رقبته وتحولت قدماه الى قدمى بطة ثم هبط المياه وأخذ يسبح ويتنفس, وعندما حاولت اعشاب وكائنات مائية اعاقته أخذ يلقى عليها بالكلمات السحرية حتى ابعدها, ولذلك وصل هارى بسهولة الى مكان عروس البحر, ووجد هناك أربعة من المخطوفين هم أصدقاء المتسابقين, وكان من بينهم صديقه رون.

استخدم هارى حجرا وقطع به الحبال الملفوفة على صديقــــه رون, وخاف على المخطوفين الآخريــن من الغرق, فظل يحرسهم حتى وصل اثنان من المتسابقين الثلاثة وأنقذا صديقيهما, أما صديقة المتسابقة فلورا فقد أنقذها هارى بنفسه.

وفى المسابقة الثالثة والأخيرة, والتى كانت عبارة عن متاهة فى داخلها عوائق كثيرة وفى نهايتها يوجد الكأس, الذي يفوز من يلمسه بالمسابقة. وفى هذه المسابقة اشترط للمشاركة الحصول على نقاط كثيرة فى المسابقتين السابقتين, وكان (سيدرك) وهارى متعادلين فى الحصول على أعلى النقاط, فدخلا بعد اطلاق صافرة البداية, وقد ذهب الاثنان فى اتجاهين مختلفين وواجه هارى أول عقبة وكانت عبارة عن سحابة رمادية تبدو كأنها حائط يسد الطريق, وجرب هارى العديد من الكلمات السحرية, ولكنها لم تفلح, فاضطر الى الدخول في السحابة, وعندئذ انقلب واستطاع هارى السير وتخطيها.

وكان العائق الثانى عبارة عن شكل يشبه أبو الهول, قال لهارى لغزا واشترط عليه ان يعطيه الحل الصحيح كى يسمح له بالمرور, وقد استطاع هارى حل اللغز بعد مرور وقت طويل ثم مر الى طريق به ضوء ذهبى ينتهى بالكأس.

وعندما مضى هارى نحو الكأس ليمسك بها, رأى زميله (سيدرك) يجرى أمامه, وفجأة ظهر عنكبوت ضخم أمام سيدرك ومنعه من الوصول الى الكأس, وعندئذ أخذ هارى وسيدرك يرددان كلمات سحرية لقتل العنكبوت ولكن بلا جدوى.

ذهب العنكبوت الضخم الى هارى وأمسكه من رقبته ورفعه الى الأعلى, فامسك هارى بعصاه السحرية وضرب بها العنكبوت فأوقعه على الأرض ولكن هارى هوى ساقطا وانكسرت احدى قدميه.

وعندها رفض سيدرك أخـــذ الكــأس, قائلا لهـــارى انك أنقذتنى وأنت الذى يستحق الحصول على الكأس. وبعــد نقـــاش طويل قرر هارى ان يمسك هو وسيدرك بالكأس معا لانهما من نفس المدرسة, وهذا النصر سوف يسجل لمدرستهما وليس لأى منهما.

 


 

رؤى زكريا