جمّول يزور ملجأ للحيوانات الضالة.. تحت رعاية فتاة كويتية.. حصة الشميمري

جمّول يزور ملجأ للحيوانات الضالة.. تحت رعاية فتاة كويتية.. حصة الشميمري
        

عائشة الحميضي.. صديقة الحيوان

          في منطقة الوفرة حيث المزارع الجميلة التي يرتادها الناس في الكويت في فصل الربيع، ذهب «جمول» إلى مزرعة تحولت إلى ملجأ للحيوانات الضالة تنال فيه الرعاية والعناية.

          تحول الحب إلى حقيقة واقعة في قلب عائشة الحميضي التي عشقت الحيوانات منذ نعومة أظفارها، وكان طموحها هو نشر ثقافة العناية بالحيوانات في المجتمع الكويتي.

          جمول: ما أجمله من طموح يا عائشة إنها مبادرة رحيمة وفكرة سباقة لعمل الخير، هذا ما قاله جمول لعائشة عندما أخذا جولة استطلاعية في الملجأ أثناء زيارته لها، فلقد بحث عنها كثيرًا حتى وجدها لكي يتعرف عليها قراء مجلة العربي الصغير وينهجوا نهجها في عالم الرفق بالحيوان.

          جمول: حدّثينا عن بداية إنشاء هذا الملجأ؟

          عائشة: منذ الصغر وأنا متعلقة بالحيوانات بجميع أنواعها، كانت القطط هي أول الحيوانات التي بدأت معها وكنت أحضرها إلى المنزل رغم انزعاج الأهل، فلم أكن أقاوم حبي لها، وأما بدايتي الحقيقية في ملجأ الحيوانات فهي كانت أثناء دراستي الجامعية في الولايات المتحدة الأمريكية عندما أنشأت مع منظمات لإنقاذ الحيوانات ملاجئ خاصة بالحيوانات المشردة، مما أعطاني دراية وخبرة، وخاصة في العناية بالكلاب وذلك لأنها أكثر انتشارًا في المجتمع الأمريكي ولحاجتها الدائمة إلى الرعاية وإلى أن تحصل على متبن لها.

          جمول: ما هي المدة التي قضيتيها في التدريب في هذه المنظمات؟

          عائشة: لقد قضيت 6 سنوات، وهي فترة الدراسة، تمرنت خلالها مع عدد من مدربي الكلاب وعندما انتهيت من دراستي الجامعية فكرت في إنشاء منظمة أصدقاء الحيوانات في الكويت لأننا بحاجة شديدة إلى هذه النوعية من المنظمات.

          جمول: في الكويت تنتشر القطط السائبة كثيرًا في الشوارع، هل هي من ضمن اهتمامكم؟

          عائشة: نعم القطط تنتشر كثيرًا في الكويت، وهي الحيوانات المفضلة للكويتيين والعالم كله، والملجأ يهتم بجميع الحيوانات ولكننا نتمنى عمل مراكز أخرى لاحتواء جميع الحيوانات السائبة.

          جمول: ما أهم أسباب إنشاء الملجأ؟

          أهم الأسباب هي أن أعداد الكلاب الضالة في ازدياد، وبعضها يتعرض للموت نتيجة الحر الشديد وسوء الأحوال الجوية، حيث تعاني من الجفاف أو تتعرض للدهس أو التعذيب، ومهم أن ننتبه لخطر هذه الكلاب الضالة على الصحة العامة، وهي تجوب المناطق السكنية.

          جمول: كم عدد الحيوانات الموجودة في المزرعة؟

          عائشة: المزرعة تضم حاليًا 05 كلبًا و05 قطة وقردين وبطة وضبًا وهو نوع من الزواحف البرية التي تعيش في صحراء الكويت، ولكن الشيء الوحيد الذي تم رفضه كان ثعبانًا، ولكننا حوّلناه للمختصين لأننا لم نعرف ماذا نفعل معه.

          جمول: وهل تظل الحيوانات في هذا الملجأ إلى أجل غير مسمى؟ أم هي فترة محددة؟

          عائشة: أنا لا أهدف إلى إبقاء الحيوانات في الملجأ إلى الأبد لأنها مجرد محطة انتظار عندما لا تجد المأوى فنوفر لها الرعاية والعناية حتى تمضي مع من يرغب بتبنيها، والجدير بالذكر أننا  نهتم بكيفية تعامل الناس مع الحيوانات عند تبنيها ونوضح لهم بعض الأمور الخاصة بتربية الحيوان.

          جمول: وماذا عن تكاثرها داخل الملجأ؟

          عائشة: لا. نحن نمنع التكاثر لأننا مركز للعناية فقط وعرض الحيوانات للتبني للمهتمين.

          جمول: هل هناك أخطاء شائعة في تربية الكلاب؟

          عائشة: هناك أخطاء كثيرة وهي وضعها في أقفاص فالكلاب لا تحب العزلة كالإنسان تمامًا، فهي تولد العنف والتعب، أيضًا عدم استطاعتها تحمل الظروف الجوية خاصة أن أغلب الناس لا يرغبون في إدخالها داخل منازلهم فتموت من الحر، وقد يتعامل البعض مع الكلاب أو القطط برميها بحجارة، وهذا التصرف يخالف ديننا الإسلامي الذي أمرنا بالرفق بالحيوان.

          جمول: ما هي خططك المستقبلية؟

          عائشة: أحاول في المستقبل التواصل مع الجمهور ببناء مقرات متوزعة في مناطق عدة لخدمة أفضل، ولكننا في الحقيقة بحاجة إلى دعم مالي لبناء مراكز أخرى، هنالك ورش عملية سأقدمها لطلبة المدارس الأيام المقبلة للتوعية، وأيضًا أعد لبرامج تعليمية يستفيد منها الناس وحملات تبرع.

          جمول: هل هناك من يساعدك؟

          عائشة: لدينا عدد جيد من المتطوعين ولكننا بحاجة إلى المزيد.

          جمول: من يدرب المتطوعين؟

          عائشة: أنا أدربهم وكلهم من محبي الحيوانات والكثير يأتون مرة أو مرتين في السنة، ولكن الأساسيين يقدرون ما بين 20 و25 متطوعًا يأتون إلينا كل أسبوع رغم بعد المسافة، فالمزرعة في منطقة الوفرة البعيدة عن  المناطق السكنية بساعة تقريبًا.

          جمول: ما هو أغرب موقف واجهك؟

          عائشة: هو موقف مؤلم في الحقيقة، وذلك عندما تلقينا اتصالاً من امرأة عن كلب موجود في مواقف للسيارات مغطى ببطانية طوال الليل عاجزًا عن الحراك، واكتشفنا أن الكلب قد صدمته سيارة. وكان واضحا أن مالكه حاول الاعتناء به مدة أسبوعين دون فائدة لأن ظهره كان مكسورًا، ولديه قدم مكسورة، وتركه أصحابه بمبنى يسكنه غربيون قد يستطيعون إسعافه ولكن مدة الأسبوعين مؤلمة جدًا له، لذلك نريد أن نعلم الناس أننا موجودون لخدمة الحيوان.

 


 

حصة الشميمري   

















عايشة تحتضن كلباً