أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء
        

          اهتممتُ بالشعر منذ طفولتي، وحين كبرتُ، وقررتُ دراسة تاريخ بلادي، ووطني العربي، لم أدَعْ حبَّ الشِّعر يغادرني أبدًا.

          وكلما بحثت عن السبب وراء حبي - أنا دارس التاريخ - لقراءة الشعر، وجدت أكثر من سبب؛ فالشعر يصف جغرافيا بلادي العربية، ويحتفظ بماضيها، ويحلم بمستقبلها.

          كما أن الشعر يحيي ذكرى الراحلين من الرواد، ويتذكرهم، ويخلد سيرتهم العطرة لتكون مثالا يحتذى به للأجيال القادمة.

          والشعر أيضًا هو خلاصة الحكمة، وحين أقرأ بيتًا شعريًا واحدًا لأبي العلاء المعري، أو أبي الطيب المتنبي، فقد يغنيني بفضل الحكمة التي فيه، عن قراءة مقالة طويلة، أو دراسة مطولة. كما لا أنسى أن الشعر أيضا يحفظ اللغة العربية، أجمل لغات الدنيا، لأنها لسان القرآن الكريم، وهي لغة حية تضيف إلى قاموسها كل عام كلمات جديدة، ومن يقرأ الشعر يعرف كمّ الإضافات التي حدثت في اللغة، فالقصائد القديمة تحتاج إلى شرح جديد، بمفردات جديدة، ولكن تبقى الألفاظ والعبارات والتشبيهات لا تموت، لأن الشعر حافظ عليها.

          كنتُ أكتب المختارات الشعرية التي تعجبني في كراس له غلافان سميكان، وحين كبرتُ استطعت أن أشتري الدواوين الشعرية، وهي الكتب التي يضع فيها الشعراء قصائدهم، ويسمونها مجموعة شعرية، أو ديوانا، وقديما قالوا: الشعر ديوان العرب، لأنه يمتلك كل هذه الصفات.

          وحين نشجعكم في «العربي الصغير» على القراءة، فنحن نشجعكم على قراءة كل ما يفيد، ليس فقط المواد الدراسية، بل الدواوين الشعرية أيضا، وقصص الأدباء.

          زوروا مكتبة والدكم، أو مكتبة المدرسة، أو مكتبة الحي الذي تسكنون فيه، أو المكتبة العامة بالمدينة، واختاروا ديوانًا شعريًا، وانقلوا إلى كراساتكم أجمل ما تقرأون من أبيات.

          وتذكروا أيها الأبناء الأعزاء أن الشعر ديوان العرب.. الكبار والصغار!

 


 

سليمان العسكري   

 




صورة الغلاف