أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

خلق الله سبحانه وتعالى الناس سواسية، ليس بين عباده من فارق إلا بالتقوى. وتسعى العدالة بين البشر لكي تحافظ على هذه المساواة بين البشر.

فالمساواة تولدُ مع كل إنسان، وحين يُحرمُ منها يسمى ذلك ظلماً. ومن هنا تسعى القوانين العادلة لمحو الظلم وإرجاع الحقوق إلى أهلها.

وقد يتأخر تنفيذ القانون يوماً أو أكثر، وقد يتعطل عاماً أو أطول، ولكن يظل صاحبُ الحق على سعيه، حتى يظفر بما يستحق. وتنتصر العدالة.

فالأراضي المحتلة من قبل الأعداء ظلماً لن تتحرر ولن يحصل أهلها على العدالة الغائبة إلا بمحاولة محو الظلم.

وليس العدو فقط هو من يحمل السلاح، بل من يحاول أن يحرم الآخرين من حقوقهم الأساسية. فالذي يلوث مياه النهر يظلم الكائنات التي تستفيد منه. والذي يرمي القاذورات في الشوارع يسبب الضرر للمارة به. والذي يكتب على الجدران عبارات مسيئة للآخرين هو أيضا ظالم. إن صور الظلم عديدة، ومظاهر العدالة متعددة.

ولكي تتحقق العدالة فإنها يجب أن تكون في كل خطوة من خطواتنا. فالأم لا تفرق بين أبنائها، والأب يعدل بين أطفاله، والمدرسون يساوون بين طلبتهم، والأطباء يمنحون مرضاهم العناية المستحقة دون تمييز، وحين نتأمل كل مشاهد حياتنا يتضح لنا أننا أيضا مطالبون بالعدل.

مطالبون بأن نعدل في معاملتنا للأصدقاء. أن نساوي بمنح احترامنا للكبار. أن نوزع محبتنا على الحيوانات الأليفة بالتساوي. بل وألا ننسى أن نكون عادلين في توزيع وقتنا بين الجد والمرح، بين غذاء العقول وتغذية الأبدان.

وحين يصبح العدل صفة لكل ما نفعله، نحن والآباء، والأصدقاء والجيران، المجتمعات والدول، يصبح مجتمعنا خالياً من الظلم.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف