العالم يتقدم.. الفيروسات الشريرة.. تصنع بطاريات مفيدة!.. إعداد: رؤوف وصفي

العالم يتقدم.. الفيروسات الشريرة.. تصنع بطاريات مفيدة!.. إعداد: رؤوف وصفي

في المستقبل القريب سوف تتمكن البطاريات الفيروسية من تشغيل ساعة معصمك وحاسوبك وحتى سيارتك!

هل تظن أن هناك وجهاً للتشابه بين إنفلونزا الخنازير ونزلة البرد وأمرض الجلد كالجدري؟ الإجابة بنعم. إذ أنها أمراض تسببها «الفيروسات». والفيروسات مجموعة من الكائنات الدقيقة المعدية والمسببة لكثير من الأمراض في الإنسان والحيوان والنبات.

وتتميز الفيروسات بدقة حجمها، بحيث لا يمكن رؤيتها إلا بالمجهر الإلكتروني، الذي يكبر الأشياء مئات الألوف من المرات.

والفيروسات متطفلة أي لا تتكاثر، إلا داخل خلايا حية «مضيفة».

إذن فالفيروسات ضارة ومؤذية، ولكن بعض العلماء استطاعوا «ترويض» عدد من الفيروسات الشريرة وجعلها «مفيدة». فماذا فعلوا؟

لقد قاموا بتدريب الفيروسات على بناء أصغر بطاريات في العالم، والتي يمكن إعادة شحنها عندما تفرغ

بطاريات أصغر .. من شعرة الرأس!

كان من أعضاء هذا الفريق العلمي عالم بيولوجيا (العلم الذي يعنى بدراسة الكائنات الحية ووظائف أعضائها ونموها)، وآخر خبير في التكنولوجيا متخصص في إنتاج الأجهزة المتناهية الصغر.

ففي كل عام يبتكر العلماء أجهزة إلكترونية - كالهواتف النقالة أصغر فأصغر، ولم تعد البطاريات حتى الصغيرة جداً منها، تناسب مقاساتها. لهذا يسعى العلماء إلى ابتكار بطاريات بالغة الضآلة لتلائم هذه الأجهزة. ويجب أن تتوفر في البطاريات الجديدة، القدرة على تخزين الطاقة، ولا يمكن رؤية محتوياتها إلا باستخدام أقوى المجاهر (الميكروسكوبات).

ما مدى ضآلة محتويات هذه البطاريات الجديدة؟

تسألني فأجيبك. لكي أوضح لك حجمها، عليك أن تقص شعرة واحدة من رأسك، وتضعها على ورقة بيضاء. انظر إليها وسوف تلاحظ على الفور أنها رفيعة جداً. وبرغم هذا فإنه يمكن وضع نحو عشر بطاريات من التي تعمل بالفيروسات، لتناسب عرض هذه الشعرة!

ما هو الفيروس؟

يتكون الفيروس عموماً من نواة وحولها غلاف من البروتين. وهذه النواة هي التي تعطي للفيروس «التعليمات» لكي يقوم بتدمير الخلية الحية. فعندما يدخل إلى الخلية يسيطر عليها، وتأخذ في عمل نسخ من هذا الفيروس الغازي. أي أن الفيروس لا يستطيع أن يتكاثر بنفسه، بل إنه يحيل الخلية المصابة به، إلى «مصنع» لإنتاج فيروسات مماثلة له، وهكذا يصبح الإنسان مريضاً.

ويمكن تشبيه الفيروس بالمفتاح الذي يضيء ويطفئ المصباح الكهربائي، فيكون الفيروس غير فعال إذا كان بمفرده، ولكنه يصبح فعالاً وضاراً إذا دخل إلى الخلية الحية. أي أن الفيروس يحتاج إلى مضيف أو عائل لكي يتكاثر ويصبح ضاراً.

الفيروس .. المدرّع

ولا يستخدم فريق العلماء أي نوع من الفيروسات كبطاريات، بل يستخدمون نوعاً معيناً منها، يطلقون عليه «م 13»، يبدو تحت المجهر القوي مثل خط رفيع.

ويستخدم الفيروس «م 13» - بعد تحويله إلى درع معدنية كقطب بطارية.

وهكذا استطاع فريق العلماء الوصول إلى داخل الفيروس وتغيير محتويات نواته، بحيث يصبح مفيداً بدلاً من أن يكون ضاراً.

 


 

رؤوف وصفي