الرسَّام الصغير

الرسَّام الصغير

قصة
رسم: هدى وصفي

رسمَ قلم على ورقة «سفينةٌ تُبحر فوق الجبل، وشجرةً طالعةً من البحر».

ورقة: هذا غريب؟!

قلم : مللتُ من رسم الشجرة في الغابة والسفينة في البحر.

ورقة: سيغضب الرّسام الصّغير- أين ممحاة؟

قلم : لماذا؟

ورقة: لا أريد أنْ يُمزّقني الرّسام ويرميني في سلّة المُهملات.

خرجت ممحاةُ من جيب الرّسام وقالت: صباحُ الخير يا مُزعجين.

نظرت ممحاة إلى ورقة وصاحت: هذا خيالي.. جميل

ورقة: وما هو الجميل؟

ممحاة: هذه الرّسوم التي على جسمكِ.

قلم بفخر: أنا رسمتها.

ورقة: أرجوكِ امحيها.. أنا خائفة.

ممحاة: آسفة. لا أمسح الرّسوم البديعة.

استيقظ الرّسام الصّغير وشاهد الرّسوم على الورقة، فاعتقد أنّه هو من رسمها في الليلة الفائتة، فأسُعد كثيراً.

تناول طعامه على عجلٍ وأخذ حقيبته مُهرولاً إلى المدرسة، ليُري رسومه لمعلّمة مادّة الرّسم.

وبذلك تغَيّر كل أسلوبه في الرّسم.

وعندما كَبُر، صار من أشهر الرّسامين.

 

 


 

حسين مرعي