أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

يشترك الجميعُ في حب الرياضة، لكنهم يختلفون في نوع الرياضة التي يفضلونها.

بعض الرياضات الفردية، كرياضة التنس، والعدو، ورفع الأثقال، تحتاج إلى أبطال رياضيين ينشأون نشأة رياضية تؤهلهم لمارسة اللعبة والتفوق فيها. وهناك رياضات أخرى جماعية، مثل ألعاب كرة الطائرة، وكرة السلة، وكرة القدم، تتطلب لاعبين يشغلون مراكز مختلفة على أرض الملعب، ويساعد بعضهم بعضا، من أجل تحقيق البطولات لبلادهم.

قد نختلف في نوع الرياضة التي نحبها، وفي الوقت الذي نخصصه له، وربما نختلف في الفريق الذي نشجعه، والعلم الذي نرفعه، ولكن يجب أن نتفق على أن الرياضة لها هدف واحد: المنافسة الشريفة.

أشاهدُ مباريات كرة القدم في دوري إنجلترا، وبعد مباراة قوية، يتفوق فيها فريق على آخر، وسط منافسة شديدة، وجماهير تهتف لهذا اللاعب أو سواه، أو تصرخ فرحة بهدف هنا أو هناك، يخرج اللاعبون يصافح بعضهم بعضا، ويتبادلون قمصانهم تذكارًا للمباراة التي جمعتهم، ويصافح المدرب الفائز يد المدرب المهزوم، وقد يتعانقان. إنهم يدركون أن المباراة كانت في الملعب، وأنها بعد الدقائق التسعين انتهت، وأن الحياة يجب أن تستمر من أجل مباراة جديدة، هذه هي الرياضة، منافسة شريفة مستمرة، يفوز فيها الأفضل، رياضيا، ويتفوق بها الأجدر أخلاقيا.

إن مباريات كرة القدم تعطينا دروساً كثيرة، في أن المباراة تسعون دقيقة، وأن كل ثانية منها مهمة. إنها درس في توزيع الجهد والانتباه، حتى لا نخفق في اللحظات الأخيرة.

كما أنها تعلمنا أن هناك قانونا يجب أن يتبع، فهناك حكم يطلق صفارته عند الخطأ، ولا يحق للاعب أن يعاقب لاعباً آخر، فاللاعب له دوره، والحكم له دوره.

كما أنها تعلمنا أن نحترم المنافس، فلا يوجد فريق ينتصر للأبد، ولا يوجد فريق ينهزم دائماً. ولذلك تسبق المباريات إحصاءات بعدد مرات الفوز والهزيمة والتعادل. فالحياة لها أكثر من وجه.

الدروس كثيرة، وأبنائي الأعزاء يدركونها، ولهذا أطمح في أن يكونوا بالمستقبل رياضيين، ليس فقط في كرة القدم، بل في رياضات أخرى عديدة، فهناك عشرات الألعاب التي تنتظر جهدنا، بشرط ألا تشغلنا عن علومنا ودروسنا وعائلاتنا وأصدقائنا.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف