مبدعو الغد

مبدعو الغد

القلمُ الهاربُ

كان يا ما كان في المدرسةً هناك مكتبٌ عليه أوراقٌ كثيرةٌ وأقلامٌ كثيرةٌ أيضاً.

وكان هناك قلمٌ أزرقٌ، كان هذا القلم الأزرق لا يريد أي أحد أن يكتب به لأنه تعب من الكتابةِ ويريد أن يرتاح.

فقال لنفسِهِ: أريد أن أهرب من هذا المكانِ لأن الناس يكتبون بي أنا وليس بأي قلم آخر.

وهرب بعيداً من هذا المكتبِ.

وهرب من الغرفةِ وقال: حسناً، الآن أنا بأمانٍِ، لقد هربتُ من هذا المكتبِ وهذه الغرفةِ ولا أحد سيكتب بي ثانيةً.

وأخذ يمشي ويمشي حتى وصلَ إلى غرفةٍ فيها ولدٌ كبيرٌ، وعلى الأرضِ كانت هناك أوراقٌ كثيرةٌ.

فقال الولدُ الكبيرُ: أهلاً يا قلم. هل تريد أن أكتب بك؟ بالتأكيدِ تريد!

فأخذَ القلمَ الأزرقَ في يدِهِ وبدأ يكتبُ به ويكتب ولم ينته من الكتابةِ طوال اليومِ.

وفي أثناء عودةِ الولد الكبير إلى البيتِ هربَ القلمُ الأزرقُ وعاد إلى الغرفةِ القديمةِ، وقال: الأحسن أن أعود إلى هذا المكتبِ ثانيةً بدلاً من أن هذا الولد المجنون يكتب بي مرةً ثانيةً.

قصة: ليلى فرغلي - مصر
رسم: سيف الدين مديح - المغرب