أدباء الغد
الشمس تتحدث أنا الشمسُ خلقني اللهُ مصباحًا في السماء تستمد الأرضُ والقمرُ نورَهما مني، وتختفي النجومُ عندما تراني، يحتاج إليّ الغني والفقير، ويطلبني القوي والضعيف، ولا يستغني عني الحيوانُ والنباتُ. تدخل أشعتي بيوتَكم فتغمرها بالنور وتبعث فيها الدفءَ والنشاط وتقتل الجراثيمَ، وتبعد الأمراضَ، فلا تمنعوا أشعتي من الدخول إلى بيوتكم، وافتحوا لها الأبوابَ والنوافذَ. وعرّضوا لها أجسامَكم لتقوى عظامُكم وتصح أبدانُكم، ولكن، احذروا غضبي، ولا تطيلوا الجلوسَ تحت أشعتي وإلا احترقت جلودكم ومرضت أجسامكم. أنا الشمسُ لولا أشعتي لما نما واخضر النبات، ولا أينعت وتلوّنت الثمارُ، تستقبِلني الأزهارُ كل صباح، فتتفتح أكمامها وتستمد مني ألوانها الزاهية، فسبحان الذي خلقني. تحوّل البنت إلى سمكة قالت البنتُ الصغيرةُ لأمها: أتمنى لو أصير سمكة. قالت الأم بدهشةٍ: ولماذا تتمنين هذه الأمنية الغريبة؟ قالت البنتُ الصغيرةُ: لأن السمكةَ لا تذهب كل صباح إلى المدرسة، وهي تعيش في البحرِ وتنتقل كما تحبَ. قالت الأمُ: أنت مخطئةٌ يا عزيزتي، من الأفضلِ أن تحبي المدرسةَ، لأنك تتعلمين فيها القراءة والكتابة. قالت البنتُ الصغيرة: أريد أن أصير سمكة، وإذا صرت سمكة فلابد أن أكون سعيدة. وبعد قليل، شعرت البنت بالنعاس، ثم حدث أمرٌ غريبٌ، فقد تحققت أمنية البنت الصغيرة، وتحوّلت إلى سمكةٍ، وباتت تعيش في البحر. والمؤسف أن البنت لم تجد السعادةَ كما كانت تتوقع، لأن الأسماك ابتعدت عنها خائفة، ورفضت التكلم مع تلك السمكة الغريبة، التي لها رأسُ بنت وجسمُ سمكةٍ. وشعرت البنتُ الصغيرةُ بأنها وحيدةٌ حزينة محرومة من الأهل والأصدقاء، فأخذت تبكي وتصيح، وأفاقت من النوم. فرحت البنتُ الصغيرة لما وجدت نفسها في فراشها، ومنذ ذلك الوقت قررت أن تحب المدرسة.
|
|