عالم الحيوان عالم السحر والغموض

عالم الحيوان عالم السحر والغموض
        

عالم الحيوان

          عالم الحيوان عالم ساحر، شديد الغموض، يضم العديد من المخلوقات المختلفة في الشكل والوزن والصفات والنوع والطباع، إنه عالم يحتوي على غرائب وعجائب لا تحصى.

          فالحيوانات تعيش على الأرض وفي البحار، منها ما يأكل النبات ومنها ما يأكل اللحوم.

          والحيوانات تمد الإنسان باللحوم والجلود والفراء والعاج والألبان وغيرها من الأشياء المفيدة.

          كما أنها تساعد الإنسان في الزراعة والتنقل وغير ذلك.

          فهيا صديقي ندخل هذا العالم الساحر عن قرب ونعرف خباياه، وسوف نتعرف خلال الصفحات التالية على أمور كثيرة مدهشة قائمة على أساس البحث الدقيق والعلم الصحيح الذي قام به علماء مختصون في دراسة طبائع هذه الحيوانات ليصلوا إلى هذه الحقائق.

  • الزرافة

          الزرافة هي أطول الحيوانات الثديية، يصل ارتفاعها إلى ستة أمتار بالنسبة للذكر وخمسة أمتار بالنسبة للأنثى، وحجم جسم الزرافة لا يزيد على حجم الحصان وسبب ارتفاعها الكبير هو طول رقبتها وساقيها، ويزيد طول الزرافة أحيانًا على المترين ونصف المتر ومع ذلك فإن بالرقبة سبع فقرات فقط مثل باقي الفقاريات، وتتميز الزرافة بحاسة شم وسمع قوية ويمكنها أن تعدو بسرعة أكثر من الحصان، وإذا اضطرت للقتال فإنها ترفس عدوها بقدميها الخلفيتين ناطحة برأسها، ولذا تفكر الحيوانات المفترسة حتى الأسد أكثر من مرة قبل أن تهاجمها، وهي لا تحدث صوتًا، وتنام مفتوحة العينين كما أنها تتمتع بقوة الرؤية لمسافات بعيدة، وهي تتغذى على أوراق الأشجار العالية، وجلد الزرافة البني المحمر المبرقش ببقع أدكن لونًا يعطيها شكلاً مميزًا بين باقي الحيوانات. 

  • الحمار الوحشي

          الحمار الوحشي حيوان ثديي من آكلات الأعشاب، وهو ينتمي إلى عائلة الخيول، ويمتاز هذا الحيوان بلون جلده الأبيض المخطط بخطوط سوداء، ومن الطريف أن هذه الخطوط لا تتشابه تمامًا من حمار لآخر، والحمار الوحشي شديد الحذر إذ يطلق صرخات الإنذار قبل وصول العدو، وعدوه الطبيعي هو الأسد، ولم ينجح الإنسان بكل الطرق في ترويضه مثل الخيول والحمار العادي، وبقي يعيش في حرية كاملة، وقد يصل وزنه إلى 300 كيلوجرام، وارتفاعه متر ونصف المتر، ويستطيع الحمار الوحشي أن يهرب من عدوه بسرعة تصل إلى 60 كم في الساعة، ولكنه إذا اضطر للقتال فإنه يدافع عن نفسه بشراسة شديدة مستعينًا بحوافره وأسنانه الحادة وكثيرًا ما ينتصر، وصغاره تكون خطوط جلدها بنية ثم تنقلب سوداء. 

  • الجمل

          الجمل حيوان ثديي من الحيوانات الأليفة المجترة، يبلغ طوله حوالي مترين حتى الكتف، يغطي جسم الجمل وبر يحفظه من الحر ومن زوابع الرمال الصحراوية القوية، ولعينيه رموش كبيرة تمنع الرمل من الدخول إليها وفي أذنيه شعر يحبس عنهما الرمل، والجمل يستطيع أن يغلق أنفه إذا هبت عاصفة رملية، وله في أسفل كل قدم وسادة لحمية تسمى «الخُف» تمنع الجمل من أن تغوص أقدامه في الرمل السائب وتحميها من الحر، ويتغذى الجمل على نباتات الصحراء ويجتر كما يجتر البقر وله أسنان قوية.

ويتحمل الجوع والعطش لأيام عدة ولا يشرب مرات كثيرة فهو يشرب كمية كبيرة من الماء دفعة واحدة ويخزن قسمًا منه في موضع خاص في جسمه ليستخدمه عند الحاجة، وهو أيضًا يخزن الغذاء في السنام الذي على ظهره، وهذا السنام من الشحم فإذا لم يجد ما يأكله يعيش أيامًا على هذا الشحم، ولذلك يستخدمه الإنسان في النقل والترحال عبر الصحراء وقد أطلق عليه اسم «سفينة الصحراء».

  • الأسد

          الأسد حيوان ثديي من فصيلة القطط، ولذلك يعتبر الأسد قطًا ضخمًا قويًا طويل الجسم قصير الأرجل كبير الرأس، يبلغ ارتفاعه عن الكتف 90سم تقريبًا ويبلغ طوله 3 أمتار بما في ذلك الذيل، وفروة الأسد قصيرة الشعر عادة صفراء شاحبة تميل إلى اللون البني، أما اللبدة التي هي الميزة الرئيسية للأسد فهي طويلة تغطي الرأس والرقبة والكتفين، ويتغذى الأسد على اللحوم فهو يلتهم من عشرة إلى عشرين كيلوجرامًا في الوجبة الواحدة، وتعتبر الظباء والحمير الوحشية الغـذاء المفضــل للأسـد، وتصطــاد الأسود بالتعــاون بعضها مع بعض، وتقوم أنثى الأسد عادة بالقسط الأكبر من الصيد.

          وتضع أنثى الأسد من 3 إلى 4 أشبال وتظل ترعاهم إلى أن تحمل من جديد، ويعيش الأسد إلى أن يصل إلى ثلاثين عامًا تقريبًا، وزن الأسد حوالي 180 كيلوجرامًا لكن أنثاه أصغر من ذلك، والأسد مزوّد بسلاحين هما أسنانه ومخالبه القوية المعقوفة.

  • النمر

          النمر حيـوان من فصيلة القـط وهـو يشبه الفــهد ولكـنه أكــبر منه، وهـو شـديد المكر وخفيف كالبرق يقفز من شجرة إلى أخرى بخفة عجيبة، ثم يلقي بنفسه على الفريسة في سرعة فائقة، وهو لا يفترس إلاّ عندما يكون جائعًا، ويعيش في الجبال والغابات وضفاف المستنقعات، وكذلك في مناطق شبه صحراوية، لذلك، يختلف لون فروه باختلاف هذه المناطق، وتلد الأنثى بين 2 و 4 أشبال في المرة الواحدة في عرين مختفٍ في الغابة وتفطم أشبالها بعد 3 شهور، والنمر حيوان قوي لدرجة أنه يستطيع تسلق أغصان الأشجار الكبيرة وهو ممسك بفريسته مهما كانت ثقيلة بين أسنانه، ومن ذكائه أنه يتسلل إلى فرائسه خلسة ضد تيار الريح إذ من المعروف أن بعض الحيوانات تعتمد على حماية نفسها بما لها من قوة في حاسة الشم.

  • الدولفين

          الدولفين ينتمي إلى فصيلة الثدييات من الحوتيات، وهو ليس كالأسماك بل إنه يتميز بالذكاء الشديد وبالقدرة الفائقة على السباحة بسرعة تبلغ حوالي 40 كيلومترًا في الساعة، ويضطر للصعود إلى سطح الماء من حين إلى آخر ليتنفس الهواء بالرئة.

          ويتراوح طول الدولفين بين متر ونصف المتر ومترين، ويصل وزنه إلى 150 كيلوجرامًا تقريبًا، أما درجة حرارته فهي لا تزيد على 37 درجة مئوية، ويرجع سبب ذلك الاعتدال إلى عشرات الألوف من الأكياس الصغيرة التي تكسو جلد الدولفين والتي تنتفخ أثناء السباحة فتسمح للماء بالدخول في الأوعية الشعرية فتحول دون ارتفاع درجة الحرارة، والدولفين حيوان  اجتماعي جدًا يعرفه كثير من البحارة والملاحين، فهو يتبع سفنهم قافزًا فوق سطح الأمواج وقد تمكن الإنسان من تدريب الدولفين على كثير من الألعاب المسلية ليقدمها في حلبات السيرك.

  • الفأر

          الفأر حيوان ثديي من الفصيلة الفقارية، له حوالي 600 نوع، وهو صغير الحجم، ويعتبر الفأر من الحيوانات القارضة على الرغم من عدم وجود أنياب ضمن أسنانه، له فجوة واسعة بين القواطع والأضراس، والفأر طوله حوالي 15 سم وطول ذنبه 10 سم، ويمكنه تسلق الأعواد لأكل الحبوب ويستخدم في ذلك ذيله، كما لو كان طرفًا خامسًا، وأشهر أنواع الفئران هي فأر المزرعة والفأر الأسود والفأر البني وفأر المنزل وفأر الصحراء، وكلها تختلف من حيث الحجم وطول الذنب، كما يوجد نوع من الفئران العملاقة طولها 70 سم وطول الذنب 30 سم وتعيش في الغابات الجبلية، والفأر حيوان ليلي يختفي نهارًا ويأكل ويتحرك في الليل ويعيش في شقوق وجحور، فهو يشعر بالأمان داخل الحوائط وتحت الأرضيات.

  • وحيد القرن

          وحيـــد القـــــرن أو «الخرتيت» هـو أحد الحيوانات الضارية وضخمة الحجم وهو يعيش في الغابات ومناطق المستنقعات التي تكثر فيها الحشرات والبعوض، ولذلك يتمرغ في الوحل الذي يكسو جلده ليحميه من لدغات البعوض، ويبلغ طوله أربعة أمتار وارتفاعه مترين ويبلغ وزنه حوالي 3 أطنان، ويتميز بأرجله القصيرة، ومن أهم مميزاته جلده السميك، وهو يتغذى على الأعشــــاب والقصب وتلد الأنثى صغيرًا واحدًا كل مرة، ترضعه مدة سنتين وخلال هذه الفترة يمكن أن يكون فريسة للسباع لأن جلده لايزال ناعمًا، ووحيد القرن ضعيف البصر، ولذلك فهو يتمتع بحاسة سمع قوية وهو حيوان هادئ في أكثر الأحيان ولكنه يصبح خطرًا جدًا إذا ما أثير وجُرح، والأصوات تفزعه إلى درجة أنه يندفع مهاجمًا بكل شراسة مصدر الصوت.. ويعمر وحيد القرن حوالي خمسين عامًا.

  • الفقمة

          الفقمة، أو عجل البحر، حيوان ثديي برمائي ينتمي إلى رتبة زعنفيات الأقدام، ويبلغ طول جسم الفقمة حوالي مترين ويصل وزنها حتى 300 كيلوجرام تقريبًا وجسمها مغطى بطبقة سميكة من الدهن تحت الجلد تسمى الطبقة الشحمية، وهذه الطبقة تحمي الفقمة من البرد القارس، وتتميز بزعانف خلفية يمكن توجيهها إلى الأمام مما يكسبها نوعًا من الرشاقة وخفة الحركة على اليابسة، وتعيش الفقمة غالبًا في البحار الباردة وهي تستطيع السباحة بسرعة تصل إلى عشرين كيلومترًا في الساعة كما تستطيع الغوص إلى أعماق تتجاوز مائة متر، وتتغذى على اللحوم والأسماك الصغيرة، والفقمة حيوان له شوارب وطوله حوالي 130سم، يعيش على شواطئ جميع القارات في المناطق الباردة والحارة على السواء.. وهو يعوم دائمًا على ظهره وقد يترك نفسه ليسبح مع التيار وهو يتناول طعامه، ويبلغ طول جسم الفقمة والرأس مترين.

  • الدب

          الدب من الحيوانات الثديية وهو حيوان آكل للعشب واللحوم منه أنواع تأكل العسل وأخرى تلتهم النمل بألسنتها، يغطي جسده الضخم فراء ناعم غزير، ويتميز شكله برأس صغير وعينين صغيرتين، وله أظافر طويلة تساعده على تسلق الأشجار، ويعيش الدب في كثير من أنحاء العالم وهو لذلك ينقسم إلى عدة أنواع.

          فهناك الدب الأسمر الذي يعيش في روسيا والهند وهو تقريبًا أكثرها ذكاء ولديه استعداد كبير لتعلم الرقص والسير على الحبال ولذلك يستخدم في ألعاب السيرك التي تقدم للأطفال، والدب الأبيض القطبي وهو الذي يعيش في المناطق الباردة فوق الثلج وله القدرة على السباحة في الماء، ويتغذى بالحيوانات الصغيرة والأسماك، ويصــل طول الدب إلى حوالي مترين، والدب أخمص القدم يمكنه أن يقف ويسير على باطن قدميه مثل الإنسان.

  • الباندا

          الباندا نوع من أنواع الدببة وهو حيوان جميل الشكل لطيف الحركة، والباندا من الحيوانات الأكثر ندرة ومشهور بلون فروه الأبيض والأسود وهو فرو ثمين، ويعيش حيوان الباندا في الأقاليم الجبلية وأيضًا المناطق التي تكثر فيها أشجار «الخيزران» التي تعد الغذاء الرئيسي له إلى جانب أنواع خاصة من القصب تتوافر في هذه المناطق، والباندا يتمتع بسرعة فائقة في تسلق الأشجار وأيضًا سباح ماهر.

          ويوحي مظهره بالكسل ولكنه عكس ذلك، إذ يتمتع بنشاط يمكنه من اقتناص عدوه مهما كان سريعًا في الهروب.

          ويكتسب حيوان الباندا جمالاً بالغًا في الشتاء حيث تطول فروته وتكتسب لمعانًا جميلاً، ويوجد من الباندا نوعان: الباندا العملاق والباندا القزم.

  • الضفدع

          الضفدع حيوان برمائي ويتميز بجلده الخشن الذي يبدو جافًا ومليئًا بالبثور والنتوءات، ولونه بني مصفر أو يكون في وسطه خط رمادي وعلامات داكنة، وله لسان طويل جدًا يخطف فريسته في لمح البصر.. أما فمه فهو خالٍ تمامًا من الأسنان، ويبتلع فريسته كاملة وهو يتغذى على اليرقات والحشرات الصغيرة، والضفدع قادر على إصدار أصوات قوية من حنجرته وهو يقضي الشتاء في النوم «السبات الشتوي» داخل حفر عميقة، ويعيش الضفدع حوالي خمسة وعشرين عامًا، ويفضل العيش في الأماكن الرطبة، ويقضي نهاره مختبئًا في أماكن مظلمة ويخرج ليلاً للصيد، ويتميز بالقفز والنط ليتمكن من الانقضاض على فريسته.

  • القنفذ

          القنفذ حيوان رقيق الطباع بالرغم من أشواكه التي يمكن أن يصل عددها في الواحد إلى 6 آلاف شوكة، وعلماء الحيوان يقولون إن تلك الأشواك في الحقيقة شعر تحول إلى تلك الأشواك ليكون وسيلة هذا الحيوان في الدفاع عن نفسه، وعلى الرغم من صلابة هذه الأشواك، التي يمكن أن يصل طول الواحدة منها إلى 20 سم عندما يكبر الحيوان، فهي خفيفة لأنها مجوفة وذلك التجويف يكون مملوءًا بالهواء ولا ينبت من هذه الأشواك أي شوكة في وجه الحيوان أو بطنه، ويعتبر القنفذ من الحيوانات الليلية لأنه يفضل السعي والبحث عن طعامه ليلاً، ويعتمد في غذائه على الحشرات الصغيرة ويستخدم حاستي الشم والسمع في البحث عن طعامه ليلاً، والقنفذ حيوان ثديي ينتمي إلى أسرة القوارض، وقد يصل وزنه إلى كيلوجرام وذيله قصير ويختفي تحت الأشواك.

  • السلحفاة

          تعتبر السلحفاة الأرضية والمائية من الزواحف وتعمر معظم السلاحف الأرضية والمائية مددًا طويلة فتعـيش السلاحف الأرضية العملاقة إلى 200 سنة، والسلحفاة لها صدفة عظمية، وهذه الصدفة عبارة عن صندوق من العظم مغطى بطبقة قرنية، وتستطيع معظم السلاحف سحب رؤوسها وأرجلها إلى داخل الصدفة عند الخطر فتحميها ضد كثير من الأعداء، وتتغذى السلحفاة على النباتات الطرية لأنها عديمة الأسنان، والسلاحف تبيض بيضًا له جلد خشن لكنه غير صلب تدفنه في الرمل وعندما يفقس تعتمد الصغار على نفسها. والسلحفاة مسالمة جدًا لا تضر ولا تؤذي ولا تتحمل البرد الشديد. وتنام السلاحف في فصل الشتاء فتدفن نفسها في الوحل في قاع البركة أو النهر أو تحفر لنفسها حفرة في الأرض.

 

 


 

إبراهيم مرزوق   

 




غلاف هدية العدد