أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء
        

          عشق الإنسان التصوير، منذ فجر التاريخ، حتى قبل اختراع آلة التصوير. فالتصوير يعني نقل المشاهد التي تحدث أمام العين إلى سطح ثابت، وكان إنسان ما قبل التاريخ يرسم حياته على الكهوف التي عاش فيها. فرأيناه وهو يصطاد الحيوانات المفترسة، ورأيناه وهو يرعى الحيوانات الأليفة. ومع تقدم الحضارات رسم الإنسان حياته على جدران المعابد والمنازل والميادين. كما رأينا كيف رسم الهنود والمصريون القدماء أسرار ومشاهد حضارتهم على الآثار القديمة. وفي عصور النهضة الأوربية ـ أي قبل خمسة قرون ـ رسم الفنانون الوجوه والمشاهد على لوحات زيتية، من القماش والخشب.

          أما بعد اختراع التصوير، فقد اهتم الجميع بتوثيق حياتهم بالصورة. وهكذا عرفنا كيف كانوا يلبسون، وماذا كانوا يأكلون، وما هي الأدوات التي استخدموها. والأكثر من ذلك أننا رأينا أماكن لم تعد موجودة، بعد أن تهدمت أو غرقت أو زالت لأي سبب آخر. أي أن التصوير ساعدنا على كتابة التاريخ المعاصر.

          واليوم بعد اختراع آلات التصوير الرقمية، أصبح بإمكاننا أن نصور حركة الفراشة، وأن نكبر صور الحشرات الدقيقة، وأن نستخدم ذلك في الدراسة، وأن نقف في صورة تذكارية مع أصدقائنا، وأن نرسل هذه الصور ـ في  لحظة واحدة ـ إلى أي بقعة في الأرض عبر جهاز الكمبيوتر.

          إنها رحلة طويلة، والجميل أنها رحلة ممتعة، والأكثر جمالاً أنها رحلة مفيدة للتاريخ والفن وللحياة العائلية وللأصدقاء والأبناء في كل مكان.

          لنهتم بالتصوير، ونتعلمه، ونحاول أن نشارك في الصور الجميلة والمفيدة والعائلية. و«العربي الصغير» تفتح صفحاتها لصوركم الجميلة، فأهلاً بكم.

 


 

سليمان العسكري   

 




صورة الغلاف