عندما نمشي في طريق البحر في شارع الخليج العربي في دولة الكويت سنراه واضحًا يتلألأ بلونه الأبيض الناصع، كاللؤلؤ في يد الغواص متباهيًا بماضي أجداده الذين أسهموا في نهضة الكويت.

          هل تعرفون ما هو؟ إنه بيت البدر.

          سيأخذكم «جمول» في رحلة استكشافية لنموذج البيت الكويتي القديم الذي يحوي خليطا من الحضارات الهندية والإفريقية والفارسية وغيرها سمي بيت البدر نسبة إلى مؤسسه يوسف عبدالرحمن البدر رحمه الله الذي كان من رجال الكويت البارزين.

          وقف الأطفال مع «جمول» أمام واجهة البيت الأمامية حيث توجد على جانبها مقاعد حجرية تستخدم مجلسًا للرجال ودخلوا من البوابة الرئيسية يتقدمهم مرشدهم «جمول» قائلا:

          بني هذا البيت باستخدام الطين والصخر البحري وطليت جدرانه بواسطة الجص الأبيض، وبني السقف باستخدام «الجندل» وهي جذوع الشجر القوية، ويرتفع السقف أربعة أمتار عن الأرض، أما جدران المنزل الخارجية فهي مغطاة بالطلاء.

          ويكمل «جمول» حديثه عن بيت البدر، وهو يؤشر إلى الساحات المكشوفة ويقول: إن عدد هذه الساحات هي خمس، واحدة خاصة للرجال والثانية للحرم الخاص للنساء، وحوش المطبخ، والغنم، وحوش العمارة.

          ولكن هل تعلمون ما هو المثير في أمر بيت البدر؟ سأقول لكم سرًا لا تبوحوا به لأحد!

          عندما كان عمّال البناء يقومون على ترميم بيت البدر اكتشفوا أن به مخبأ سريا لبارود استخدم في الحرب العالمية الثانية وخبئ احتياطا للطوارئ وقد عثر العاملون على هذا المخبأ في حائط المنزل وتم نقل كرات البارود بتأن وقدموها إلى متحف الكويت الوطني.

          وهناك يؤشر «جمول» إلى حوش المطبخ - بئر ماء، يتصل مع حائط مجوّف يسمح بتخزين بعض الماء ويميل هذا الحائط ناحية حمّام مبنى بالقرب من البئر حيث ينزل الماء كالصنبور وكانوا يتحكمون في تدفق الماء بواسطة قطعة صغيرة من الخشب لسد فتحة نزول الماء في الحمام.

          وأما حوش الغنم - فهذا متعة للأطفال قديمًا فهو يحتوي على غرفة خاصة للبقرة وتسمى بيت البقرة وبجانبها غرفة العلف والمخزن كما توجد غرفة لطاحونة الجريش وأخرى للدبس.

          وفي نهاية الجولة خرج الأطفال من الباب الرئيسي نفسه في وقت غروب الشمس وقال لهم «جمول»: أحب أن أذكر لكم شيئًا طريفًا، في السابق كانوا يضبطون ساعاتهم - التي تعمل وفقًا للتوقيت العربي - عند غروب الشمس ويتنافسون في أيها يعمل بشكل أدق عند الغروب وكان هذا التنافس نوعا من المزاح والترفيه.