بعض الناس يكتسبون قيمتهم في الحياة من القوة، التي يتمتع بها خصومهم.

          ومن هؤلاء الشاب «بيتر باركر»...

          لقد وجد الشاب نفسه في مغامرات لا تنتهي منذ فترة من زمن، حين امتزجت بدمائه عصارة حشرة نادرة من فصائل العنكبوت.

          لقد صار شخصين معًا.

          الأول هو الشاب الخجول «بيتر» الذي يعيش مع عمته، ويشعر بالحب تجاه زميلته «ماري جين» التي تحب زميلاً آخر.

          أما الثاني، فهو «الرجل العنكبوت»، ذو القدرات الخارقة، الذي يمكنه استخدام خيوط قوية للطيران فوق المدينة، والقفز على أسطح وجدران البنايات العالية، وقد استطاع بذلك أن يتغلب على أعتى الخصوم الذين هددوا المدينة. 

          أحد هؤلاء الخصوم، استخدم تقنيات متطورة للسيطرة على المدينة، لكن الرجل العنكبوت انتصر عليه، والغريب أنه كان والد صديقه «هاري» الذي تحبه «ماري جين».

          وفي معركة ثانية، انتصر على رجل عنكبوت آخر، يدعى «أوكتايوس» كانت لديه كثير من القدرات التقنية.

          الآن، فإن «بيتر» يشعر بأن خصمه الجديد، هو «الرجل العنكبوت» نفسه، فهو يجثم على صدره، ويريد أن يتخلص منه، كي يصبح إنسانًا، بلا أي مغامرات.

          فالرجل العنكبوت يرتدي قناعًا أحمر، وملابس ذات شكل متميز، وكم حاول أن يتخلص منه، وقد أحسّ الآن، أن «بيتر» يود أن يتحرر منه بأي ثمن، فقرر أن يصبح خصمًا له.

          يعني «بيتر باركر» صار ضد نفسه.

          وإعلانًا عن بداية الخصومة، قرر الرجل العنكبوت أن يحول رداءه  إلى اللون الأسود، وذلك تعبيرًا عن غضبه، وعن ميله إلى العنف أكثر.

          وتغيّرت العلاقة.

          وبدأ الرداء الأسود يفرض نفسه على صاحبه، فصار «العنكبوت» أكثر قوة، وقسوة، مما دفع «باركر» إلى أن يتخلص منه إلى الأبد، وأن يرمي بالرداء الأسود إلى حيث لا رجعة. وفي اليوم الذي قرر فيه أن يفعل ذلك، حل الخطر بالمدينة، وكان على «باركر» أن يؤجل موقفه، مهما كان الثمن.

          تمثل هذا الخطر في ثلاثة خصوم جدد، وليسوا خصمًا واحدًا، مثلما كان يحدث في المغامرات السابقة.

          هؤلاء الخصوم جاءوا إلى المدينة، من أجل تحويلها إلى دمار، بعد أن يقضوا على «باركر»، و«الرجل العنكبوت» معًا.. أولهم هو صديقه، وعدوه القديم «هاري أوسيورن»، الذي يلاحقه في كل مكان.

          إذن، كل من هؤلاء الخصوم يود التخلص من «الرجل العنكبوت»، أما «بيتر» نفسه، فإنه يود أن ينتصر على نفسه، وعلى الغرور الذي استبد به، ومن هنا بدأت المواجهات الشرسة.

          كان على «بيتر» أن يتغير تمامًا، وأن يرمي عن نفسه ذلك الزي الأسود اللزج، الذي يتسرب منه، فانطلق إلى أعلى بناية وراح يصرخ بصوت عالٍ، كأنه يتخلص من كل العيوب التي أصابته.

          وبدأت المواجهة، خاصة حين قام «فينوم» باختطاف فتاته «ماري»، ووضعها في سيارة علقها فوق إحدى ناطحات السحاب.

          أحس «الرجل العنكبوت» أنه ليس الشخص القوي، القادر على استيعاب ومواجهة كل هذه المشكلات، فهو لا يمكنه مواجهة كل خصومه معًا.

          وكان عليه أن يستعين بصديقه، وعدوه في الوقت نفسه «هاري»، فهو زميل قديم أيضًا لـ«ماري».

          واستطاع «بيتر» أن يقنع صديقه «هاري» بمساعدته، في الوقت الذي استرد فيه قوته.

          وانطلق «الرجل العنكبوت» لمطاردة خصميه، يساعده في ذلك صديقه القديم «هاري» وعندما اقترب من المكان الذي توجد فيه فتاته، رأى الوجه البريء لعمته، كأنها تدفعه إلى مواجهة الشر، والتخلص من الشرير الذي قتل زوجها.

          وبكل مهارته، استطاع أن يقترب من «رجل الرمل»، وأطلق عليه النيران الشديدة، فحوّله إلى بلورات قابلة للتكسير..

          وانهار الرجل الرملي، واستطاع «الرجل العنكبوت» أن ينقذ فتاته، من شر حقيقي، بينما تمكن «هاري» من حسم المعركة لمصلحة صديقه اللدود.