أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء
        

          العب جيدًا، هذا هو شعار أشهر لعبة للاطفال، ويعني اللعب مع التفكير والقدرة على الابتكار، وهذا هو معنى كلمة «الليجو» في اللغة الدنماركية، أنتم تعرفون الليجو بطبيعة الحال ، إنها تلك اللعبة المكونة من عشرات  قطع البلاستيك الصغيرة والملونة، التي يمكن تركيبها معًا، ومن خلال هذه التراكيب المختلفة يمكن صنع مئات الأشكال، طائرات وصواريخ ومنازل وقطارات، وفي بعض الأحيان يتم بناء مدن كاملة منها، ولكنها صغيرة وقزمة، وتدل على مدى مرونة هذه اللعبة وكيف  تعطي عقل الطفل الفرصة حتى يبتكر وينفذ أي فكرة تخطر في باله، يقال إن هناك حوالي 300 مليون طفل حول العالم يملكون قطع  «الليجو» ويتم إنتاج هذه اللعبة في الكثير من دول العالم، ولكن موطنها الأصلي كان في الدنمارك، وبالتحديد في بلدة صغيرة بها تدعى «بيلوند»، في هذه المدينة توجد حديقة فيها مدينة كاملة مبنية من قطع البلاستيك هذه ، تحتوي على نماذج مصغرة من أشهر معالم الدنيا، مثل معبد أبوسنبل في مصر، وتمثال الحرية في أمريكا، ومعبد الباراثنيون في اليونان، وهي مكونة من 1.4 مليون قطعة، إن سر انتشار هذه اللعبة من وجهة نظري، أنها ليست لعبة صماء تهدف فقط إلى تضييع الوقت، ولكنها لعبة تتيح لمخ الطفل أن ينمو ويبتكر وأن يقيم نسخة خاصة به من العالم الذي يحيط به، وقد اخترع هذه اللعبة نجار دنماركي يدعى كيرك كريستيانسن، وبدأت في الانتشار منذ حوالي خمسين عامًا، ولاتزال تحقق أعلى المبيعات حتى بعد أن ظهرت أجهزة الكمبيوتر، إن عليكم - يا أبنائي - أن تتأملوا قطع الليجو الموجودة لديكم، وأن تعرفوا أنها لعبة لا تتقادم ، ولكنها تظل موجودة مادام الإنسان يستطيع التفكير وابتكار أشياء جديدة.

 


 

سليمان العسكري   

 




صورة الغلاف