العملاق الأخضر (شِرِيك)

العملاق الأخضر (شِرِيك)
        

          هو عملاق، أخضر اللون، كل شيء فيه ضخم، إلا أذناه، الأنف، والفم، والصدر، واليدان.

          اسمه شِرِيكْ، أغرب ما فيه هو أذناه، اللتان على شكل «قمع» صغير، أروع ما فيه طيبته، فهو على الرغم من منظره المخيف، إلا أنه بالغ الرقة، يعيش وحيدًا قريبًا من البحيرة في كوخ صغير.

          وكان أغرب ما في حياة هذا العملاق، هو قصة الحب التي ربطته بالأميرة الحسناء «فيونا» بعد أن أنقذها من شر حقيقي كاد أن يحدث لها. وكانت المشكلة هي هل توافق الأميرة على أن تتزوج من أمير جذاب، شرير في أعماقه أم من العملاق الأخضر، شِرِيكْ، الذي يشبه الغول؟

          وكان هناك خياران، الحب، أو الشر، فقررت أن تتزوج من شِرِيكْ الذي تحبه، وأن تتخلى عن كل ما تملكه وفقدت الأميرة «فيونا» جمالها، وصارت فتاة خضراء، مثل شِرِيكْ، لا تتمتع بأي قدر من الجاذبية. لكنها في أعماقها، لاتزال الفتاة الطيبة نفسها، التي تحب زوجها، وتراه الكائن الأجمل في الكون.

          وبعد سنوات، جاء طلب من الملك، يستدعي ابنته وزوجها للإقامة في القصر، فهي ابنته، مهما كان. وفي القصر، بدأت المتاعب، فهناك أمير يحاول الإيقاع بين شِرِيكْ وزوجته كي يفوز بها، خاصة بعد أن تنجح الساحرة في إعادة «فيونا» إلى جمالها القديم.

          وانتصرت المشاعر النبيلة على الشر.

          والآن، هذه المغامرة الجديدة التي يعيشها شِرِيكْ وزوجته، لقد تحول الملك «هارولد» إلى ضفدع.

          وصار على العملاق الأخضر أن يفعل شيئًا، فالعرش يحتاج إلى ملك، والخصوم الذين يسعون للسيطرة على العرش كثيرون.

          إنه يريد العودة إلى مسكنه القديم، القريب من البحيرة، فهو كائن بسيط، لا يحب المناصب الرسمية.

          راح يفكر في ما يجب أن يفعله، وبعد تفكير طويل، جاءت الإجابة:

          - آه، لابد من البحث عن بديل.

          كان عليه أن يتصرف، خاصة أن المؤامرات بدأت تدبر بقوة من حوله، يقودها أمير شرير بالغ المكر.

          وقرر العملاق أن يستشير صديقيه المقربين منه في الأمر، وهما الحمار، والقط، وبعد مشاورات عديدة، مع زوجته الأميرة «فيونا»، كان القرار هو:

          - ليس هناك سوى «آرتي».

          «آرتي»، مستحيل فبالرغم من أنه ابن عم الأميرة «فيونا»، إلا أنه يمكن أن يسبب المتاعب والمشكلات.

          وبالفعل، فقد ارتكب «آرتي» الذي جلس على مقعد الملك، الكثير من المتاعب، وبدأ الخطر يزداد في تلك المملكة البعيدة جدًا.

          وهنا، ظهر الأمير الجذاب، الذي يطمع دومًا إلى الزواج من الأميرة «فيونا»، وكم خطط للتخلص من زوجها شِرِيكْ كي تصير زوجة له.

          هذا الأمير «الجذاب»، من الخارج ، يختلف تمامًا عن شِرِيكْ الغول الأخضر، فهو شرير، متعجرف، وجبان، وتهمه مصلحته الشخصية في المقام الأول.

          عليه الآن أن يتدخل بكل ما لديه من قوة، للاستيلاء على العرش، وسرعان ما جاءته الأخبار.

          لقد ذهب شِرِيكْ لمقابلة «آرتي»، وعليه الآن أن يعد نفسه للاستيلاء على العرش.

          وبكل ما لديه من خبث، وقدرة على التآمر، راح يستجمع أكبر عدد من الأشرار في القصر، من أجل مساعدته في تنفيذ مؤامرته، للتخلص من شِرِيكْ وزوجته والاستيلاء على العرش.

          قامت فكرته على مقابلة الساحرة الشريرة، التي تجيد فنون المؤامرات، وقال لها:

          - أريد أن يكون معي كل الأشرار في قصص الأطفال الشهيرة.

          إنه يعرف تمامًا أن في كل قصة شهيرة، قرأها الصغار والكبار، يوجد أشرار، تآمروا دومًا ضد أبطال القصص الطيبين.

          وفي حانوت «التفاحة السامة» كان اللقاء مع الفتاة التي دبرت المؤامرات ضد «سندريلا»، ومع الكابتن «هووك» العدو اللدود للمغامر الصبي «بيتربان»، وأيضًا الساحرة الشريرة في قصة «الأميرة والأقزام السبعة».

          وانضم إليهم أيضًا «السايكلوب» ذو العين الواحدة، وأشرار آخرون موجودون في القصص الشهيرة، وأيضًا بعض الساحرات اللاتي يستخدمن المقشات الطائرة مثلما في قصص «هاري بوتر».

          وازداد «الأمير الجذاب» قوة، حين انضم إليه جيش الفرسان الأسود الموجودون في قصص الأخوان «جريم».

          إنها معركة رهيبة، لا يمكن لأحد أن يتصور شراستها.

          وعندما علمت الأميرة «فيونا» بالمؤامرة، قالت لأمها الملكة:

          - في القصص، ينتصر الأخيار دائمًا.

          وجاءت الفكرة:

          قررت الأميرة «فيونا» استدعاء صديقاتها من بطلات القصص، الطيبات البريئات اللائي واجهن قوى الشر دائمًا، ابتداء من «سندريلا»، والأميرة المعروفة باسم «بياض الثلج» وبطلات قصص «الجمال النائم»، و«الكربون الأحمر»، صار على شِرِيكْ أن يستعين بأصدقائه الذين شاركوه مغامراته السابقة، خاصة الحمار، والقط، ثم البطل الشهير «بينوكيو» صاحب الأنف الخشبي الطويل، الذي يطول، ويقصر حسب اضطراره لأن يكذب، وأيضًا «بيتر بان».

          راح كل من يستمع إلى الحكاية، من الأبطال، ينضم إلى الجيش الجديد، لمحاربة قوى الشر.

          وقرر «آرتي» أن يفعل شيئًا، وأن يتصرف بشكل جديد.

          وبدأت المعركة الفاصلة بين شِرِيكْ وأعوانه الطيبين، الأبطال من ناحية، وبين «الأمير الجذاب» ومساعديه من الناحية الثانية.

          إنها معركة بالغة الصعوبة، تحدث فيها مواجهة جديدة، بين خصوم قدامى، وفي مواجهة حاسمة، استطاع شِرِيكْ أن يحقق انتصارًا على الأمير الجذاب، الذي ولى الفرار مع أعوانه في اللحظة الأخيرة.

          وانهزمت الساحرة الشريرة، فعاد الملك «هارولد» إلى هيأته الطبيعية، واستعاد عرشه المفقود.

          كانت المفاجأة أن الأميرة «فيونا» أنجبت وليدها الأول، من زوجها شِرِيكْ العملاق الأخضر.

          وأقيمت الاحتفالات البهيجة في كل أنحاء المملكة، بهذه المناسبات السعيدة.

          الرواية:

          هذه هي قصة الجزء الثالث من فيلم شِرِيكْ المصنوع بطريقة الأبعاد الثلاثة، وقد نجحت الأفلام الثلاثة نجاحًا منقطع النظير، وهي مأخوذة عن رواية للأطفال كتبها الأديب «ويليام ستينج» عام 1990، وهو الذي عاش بين عامي 1907 و2003، أي عاش 96 عامًا، وقد استوحى هذه القصة من عدة مصادر، خاصة من الشكل الذي كان عليه المصارع الفرنسي «موريس تيليه» الذي تمتع بقوى وقدرات خارقة، فقد كان مصارعًا لم يعرف الهزيمة، كما كان شاعرًا، يتكلم عشر لغات، وبرع في لعب الشطرنج، كان جسمه عملاقًا بشكل ملحوظ، وكم سخر الناس من منظره، لكنه كان طيب القلب، هذا القلب الذي خذله، فمات بأزمة مفاجئة عام 1954.

          وأهمية الفكرة أنها تؤكد أن الحب الحقيقي لا يعرف الجمال أو الدمامة التي يتسم بها البشر من الخارج.

          الطاقم:

          استفادت سينما الرسوم المتحركة من التقنيات الحديثة بشكل ملحوظ، ابتداء من فيلم «قصة لعبة»، وفي ثلاثية أفلام شِرِيكْ بلغت هذه التطورات أعلى حد لها، وهذه الثلاثية أخرجها كل من «رامان هوي»، و«كريس ميللر»، وقد اشترك في تأليفها أربعة من كتاب السيناريو، منهم المخرج «ميللر»، مما يدل على العناية الشديدة بكتابة هذه الأفلام. وقد جسّد ممثلون كبار الأصوات وعلى رأسهم كاميرون دياز (الأميرة فيونا)، وشِرِيكْ، ويتم الإعداد الآن لإخراج الفيلم الرابع المتوقع عرضه بعد ثلاث سنوات.

 


 

محمود قاسم