عالم الطوابع

عالم الطوابع
        

إنقاذ آثار النوبة

          منطقة النوبة تقع في صعيد مصر جنوبي مدينة أسوان، وهذه المنطقة تزخر بكثير من الآثار والمعابد والمقابر الأثرية، ونتيجة لبناء السد العالي وتحويل مجرى نهر النيل كانت آثار النوبة معرضة للغرق في مياه النيل.

          أقنعت مصر منظمة اليونسكو بإصدار أحد أهم القرارات العالمية لنقل معبدي أبو سمبل، وقامت حملة دولية بقيادة اليونسكو في الستينيات لإنقاذ اثار النوبة العملاقة باعتبارها ملكًا للإنسانية جمعاء.

          وتشمل آثار النوبة: معابد فيلة وكلابشة وأدفو وكوم أمبو، ومعبد عامدا لتحتمس الثالث، ومعبدي الدير والسبوع لرمسيس الثاني، ومقبرة نبوت.

          وهذه المعابد صخرية منحوتة في حضن الجبل، وتعد من أجمل  المعابد من حيث النقوش والزخارف الجميلة.

          وتمت عملية إنقاذ آثار النوبة - خلال 5 سنوات (1963 - 1968) - بإعجاز شهد له العالم، حيث تم نقل 300 ألف طن من الصخور من دون استخدام المتفجرات، وكانت بعض القطع تصل إلى وزن ثلاثين طنًا، وأعيد تركيبها بمشاركة الخبرات العالمية.

فيلم عن ساعي البريد
«البوسطجي»

          يحيى حقي... الأديب المبدع.. رائد فن القصة القصيرة، أحد الرواد الأوائل في الأدب، عمل فترة من حياته في صعيد مصر، وخالط الفلاحين عن قرب، فعرف طباعهم وعاداتهم، واتصل اتصالاً مباشرًا بالطبيعة المصرية، وكائناتها الحية ونباتاتها.

          انعكس ذلك الاتصال على أدب يحيى حقي، واتسمت كتاباته بالواقعية الشديدة التي تعبّر عن قضايا ومشكلات مجتمع الريف في الصعيد بصدق ووضوح، وظهر ذلك في كثير من أعماله القصصية.

          من أشهر أعماله قصة «دماء وطين»، التي تم تقديمها على شاشة السينما بعنوان «البوسطجي» في عام 1961، وهذا الفيلم يعد إحدى العلامات المهمة في السينما المصرية.

          شخصية «البوسطجي» أو «ساعي البريد»، إحدى الشخصيات الأدبية المهمة، وأدى شكري سرحان دور عباس أفندي البوسطجي، الذي ينقل إلى قرية نائية بصعيد مصر، يحاصره فيها الملل والوحدة ولا يجد ما يسليه إلا فتح خطابات الأهالي الواردة والصادرة.

          وفتح خطابات لا تخصنا جريمة، وقد تطوّرت وسائل البريد كثيرًا، ولكن لايزال هناك مَن يفتح بريد غيره.

ورواية عن خطاب لا يصل
«ليس لدى الكولونيل مَن يكاتبه»

          من يعمل في مجال البريد لابد أن مواقف كثيرة تمر عليه، ومن هذه المواقف التي يواجهها رجال البريد ما هو سار أو محزن أو محرج.

          ومن أمثلة ذلك: المرأة التي مات ابنها في الحرب، وهي قد تكون لا تعلم ذلك، أو تعلم ولا تريد أن تصدق! فتذهب يوميًا إلى مكتب البريد لتسأل عن خطابات من ابنها! أو الأب المريض الذي يأتي إلى مكتب البريد يومًا بعد يوم ليسأل إذا كان ابنه أرسل إليه حوالة مالية بريدية!

          وتناول الروائي العالمي «جابرييل جارسيا ماركيز» في روايته الجميلة «ليس لدى الكولونيل من يكاتبه» أحد هذه المواقف، فالرواية تحكي عن الكولونيل الذي يذهب كل يوم إلى مكتب البريد منتظرًا مكافأته، وخلال ست وخمسين سنة لم يفعل الكولونيل خلالها شيئًا سوى الانتظار!

          وهكذا عزيزي القارئ العربي الصغير ترى أن هناك شخصيات وأحداث ومناسبات وأفلامًا وروايات قد خلّدها البريد.

 


 

سها سعيد