أدباء الغد

أدباء الغد
        

اليوم والغد

اليوم تشرق شمسه وهي حارة تنير وتحرق البشر بلهيبها ونورها
اليوم أنا طفل ألعب وأتعلم أهمل دراستي ولا أبالي
ألعب بالكرة وأضيع وقتي ألعب مع رفاقي وأتسلى
كبرت وكبرت وأهملت دراستي أنا وأصحابي
لم أفكر في الغد والمستقبل فكرت باللعب والترف
لقد جاء الغد ولم أفعل شيئا يذكر لم أتعلم
لم أدرس ولا أعرف أي مصلحة تنجيني من غدر الزمان
لم أسمع كلام أحد ولم أحسب حساب الغد والمستقبل
الغد لقد أشرقت شمسه على الذين درسوا وأظلمت على الذين لم يدرسوا


يا ترى ما الفرق بين اليوم والغد

لاما محسن حسن - سورية
رسم: روان رضا الشهاوي - مصر

ساحرة الشرق

          في قديم الزمان وفي بلاد بعيدة، كانت تسكن هنالك في الشرق ساحرة ماكرة شريرة، تسعى لتدمير القرى والسيطرة على أكبر جزء ممكن من البلاد، إلا أنه كانت في الغرب ساحرة طيبة يملأ قلبها الصفاء والخير، هدفها نشر السعادة والطمأنينة، لكن هل ينتصر الخير على الشر، أم سيحصل العكس؟! هذا ما سنعرفه في حكايتنا هذه.. حكاية ساحرة الشرق. في تلك الحقبة من الزمان، حولت ساحرة الشرق الشريرة ابنة ملك البلاد إلى غزالة عاشبة، ولم تكتف بهذا بل حولت جميع الفلاحين والمزارعين الأبرياء إلى صخور جامدة لا تتحرك، فاختل اقتصاد البلاد وحل الفقر الشديد بشتى القرى والعائلات،..وفي ضفة نائية من قرية المرجان، نشأ كريم وأخواته الثلاث في كوخ صغير، أنشئت جدرانه وسقفه من خشب أشجار الصنوبر، إلا أن أباهم وافاه الأجل ليلحق بزوجته، فتحمل كريم وأخواته الثلاث مصاعب الحياة، فقد كان قوتهم الوحيد لا يتجاوز الخبز الجاف.

          وفي يوم من الأيام تجمعت الأخوات الثلاث حول كريم، وقالت الأخت الكبرى: لقد قررنا أن نقترح عليك أن تسافر إلى شرق البلاد لتضع حداً لهذه الساحرة الشريرة، استيقظ كريم مبكراً، ثم ودع أخواته الثلاث والدموع تسيل من أعينهن، قلقاً عليه من المخاطر، وخوفاً عليه من أي مكروه، وانطلق كريم الفارس الشجاع إلى الغرب باحثا عن الساحرة الطيبة..، ولما وصل إلى المكان المقصود طرق باب منزلها، جلست الساحرة العجوز مع كريم وسألته عن سبب زيارته لها، فلم تكد تكمل سؤالها حتى رد عليها كريم بكل شجاعة وثقة: أولا، شكراً جزيلاً على حسن ضيافتك لي، أما ملخص ما جئت إليك من أجله فقد قررت أن أذهب إلى الشرق لأثأر من تلك الساحرة الشريرة التي دمرت جزءاً من البلاد واستولت على العباد.

          استيقظ كريم ليجد الساحرة الطيبة قد جهزت له المحلول السحري بعدما سهرت الليل كله لتحضيره، فلم يجد هو الآخر كلمة واحدة تعبر عن شكره وامتنانه لها، وبعد أن استلم منها المحلول السحري، شكرها على المساعدة التي قدمتها له ثم ودعها واستأنف طريقه ومسيره نحو قلعة ساحرة الشرق الشريرة، وبعد سير طويل دام عشر ساعات كاملة، وصل كريم إلى بوابة القلعة ووصل إلى القاعة الرئيسية، كانت الأشباح الوهمية تملأ كل أركان القاعة، التفتت إليه الساحرة الشريرة بسرعة البرق وعيناها الحاقدتان تُحَدِّقانِ فيه، فتَصَنَّعَ هو الآخر وجه اليائس المشرد وهو يقول بصوت هامس لا يكاد يُسمع: معذرة يا عمتي الساحرة، فأنا مشرد لا أخ لي ولا أخت ولا أملك أي قطعة نقدية، وأريد أن أعمل عندك يا سيدتي.. أثرت كلمات كريم المزيفة في نفس الساحرة الشريرة، فرضيت أن يعمل في قلعتها.. وفي صباح اليوم التالي، تظاهر كريم أمام الساحرة الشريرة أنه يكنس أرضية المطبخ، فأخرج من جيب معطفه المحلول السحري ودسه في المخزون المائي للساحرة، ثم عاد واختفى تحت طاولة المطبخ، ولم ينتظر طويلاً حتى دخلت الساحرة الماكرة إلى المطبخ بقبعتها السوداء، وردائها الفضفاض، وشعرها الرمادي الخشن، ثم تناولت كوب ماء من المخزون،، وما إن شربت الجرعة الأولى حتى تحولت إلى تمثال صخري جامد لا يتحرك، فقفز كريم من مكانه فرحاً وسروراً ثم أعد حقائبه ليرجع إلى أحضان قريته حاملاً بشرى تحويل ساحرة الشرق الشريرة إلى كتلة صخرية، وبذلك عاد الفلاحون وابنة الملك إلى طبيعتهم البشرية..؛ فكافأه ملك البلاد بأن منحه وسام الشجاعة وزوجه من ابنته الوحيدة ليصبح ملكاً من بعده.

الصديق: أنس ساشا - المغرب