أدباء الغد

أدباء الغد
        

الملك والنجار

          كانت هناك مدينةٌ جميلةٌ وأناسها طيبون جدًا، ولكن كان يحكمهم ملك ظالم، لا يستطيع أحد أن يقول له لا، وكان هناك نجار طيب جدًا يحب عمله ويحب الناس وبارع في عمله، في أحد الأيام سمع الملك بهذا النجار وببراعة عمله، فأرسل إليه يستدعيه، وجاء النجار إلى الملك خائفًا لا يعرف ماذا يريد منه، وما مصيره، فأمره الملك أن يصنع له إنسانًا من خشب يتكلم في ثلاثة أيام فقط وإلا سوف يقطع عنقه، لم يجب النجار على الملك لأنه لا يستطيع الرد أو الرفض أو حتى المجادلة، فعاد إلى بيته يائسًا من حياته ولم تكن لديه غير ابنته سارة، حكى لها القصة، وبدأ بالتفكير كيف الخلاص من هذه المصيبة، ومرت ثلاثة أيام والنجار وابنته يغمرهما الحزن واليأس، وبدأت ابنته تودعه لأنها بعد ساعات لن ترى أباها إلى الأبد، وفي هذه الأثناء، جاء حراس الملك إلى النجار، بدأت ابنته بالتوديع والبكاء، وتترجى الحراس تركه والعفو عنه، فقال الحراس للنجار: مهلاً لقد جئنا لكي تصنع تابوتا للملك لأن الملك قد توفي اليوم فجرًا، ففرح النجار وابنته، وقام بعمل تابوت للملك، وبهذا فإن إرادة الله أقوى من إرادة الملوك.

كوثر علاء حسين - العراق
رسم: تنسيم طلعت حمزة - مصر

أختي الصغيرة

          لطالما دعوت الله أن يهديني أختًا ألهو معها وتؤنسني بعد إخواني الذكور. فجاءت البشرى، ورزقنا بطفلة رائعة الجمال اسمها «عبير».

          لديها يدان ناعمتان صغيرتان وفم حلو جميل، دائمة الابتسام أقضي معها أوقاتًا مسلية، أداعبها، أقبّلها، أحمّلها بين ذراعي وأضمها إلى صدري، إن غابت أمي أو ذهبت إلى بعض شئونها كنت الحارسة الأمينة عليها. كل ليلة آخذ مجلتي المفضلة «العربي الصغير» وأحكي لأختي الصغيرة منها حكاية أو نكتة أو شعرًا أو ما أعجبني منها، والحقيقة أن كل شيء فيها يعجبني، إن لم تفهم اليوم، فغدًا إن شاء الله سوف تفهم وتكون من أصدقائها.

بوسنان إيمان
غرداية - الجزائر