أدباء الغد

أدباء الغد
        

التوأم الضائع

          في مملكة واسعة كبيرة كان يحكمها ملك ظالم، وكان لا يحب أي توأمين، فكان يقتل واحدًا منهما عند ولادتهما، فكانت كل امرأة ولدت توأمين تخاف على أحدهما.

          وفي يوم من الأيام من تلك السنة التي نفذ فيها هذا الحكم الظالم، ولدت الملكة توأمين وكتمت هذا السر عن الملك لكي لا يقتل أحد أبنائها، وفي اليوم الذي ولد فيه، أمرت الملكة أحد خدمها أن يأخذ أحد التوأمين إلى الغابة أو أي مكان آخر حتى لا يجده الملك ويقتله، وأمرته هو والخدم الآخرين الذين لا يحبون ملكهم ألا يقولوا شيئًا، ونفذوا الأمر خوفًا على أميرهم الصغير وملكتهم التي يحبونها.

          عاش التوأم الأول في قصر أبيه عيشة هنيئة، أما التوأم الآخر فقد وجده بعض الحطابين تحت إحدى الشجيرات بعدما كان يقطع الحطب، وأخذه لتربيته عوضًا عن رميه للوحوش. أخذت السنوات تتوالى وكبر التوأمان وبلغا من العمر عشرين سنة ومات الملك بعدما أصابه مرض خطير، حكت الملكة للأمير قصته وقصة أخيه، فذهب هو وجنوده للبحث عن الأمير المفقود في كل أنحاء المملكة حتى وجدوه بعد تعب كبير.

          أصبح الأخان الحميمان صديقين وأكثر من ذلك.

          أما الحطاب فقد أسكنوه في قصرهم هو وزوجته وأطفاله، عندما حان موعد وسام العرش طلب الأمير أن يهدي لأخيه وسام العرش تعويضاً له عن حياته التي أمضاها في الفقر والتشرد، قبِلَ التوأم ذلك وأصبح ملكًا عادلاً يحسن كل شيء وأحبه شعبه حتى آخر حياته.

قصة: نورة ريان - طنجة - المغرب
رسم : جهاد حسن حامد - مصر

مَن يُعِن.. يُعَن

          هذه القصة تدل على أن العمل الحسن يقابَل بمثله، ففي يوم من الأيام، كنت ذاهبة إلى المنزل فشاهدت فتاة صغيرة تبكي، وأثارني الفضول لمعرفة السبب فسألتها: ما اسمك؟ فأجابت: لبلبة، فقلت: لماذا تبكين؟ قالت: كنت مع والديّ وطلبا مني انتظارهما لكني لم أطِعْهما فذهبت وضِعت ولا أعرف أين هما! حاولت مساعدتها قائلة: لابأس يا لبلبة قريبًا ستجدين والديك، فجلست بجانبها واشتريت لها طعامًا تناولناه سويًا. لعبنا قليلاً إلى أن أتى والداي، ورويت لهما القصة، فأثنيا عليّ، فهذا عمل طيب مني! سأل والداي لبلبة عن اسم والديها واتصلا بالشرطة فوجداهما.

          وهكذا شكرني والدا الطفلة وقدما لي هدية، ومرة من المرات كنت أسير في الطريق فشاهدت أمامي مجموعة من الأولاد المشاغبين، الذين سرقوا حقيبتي ورموا كتبي وهزأوا بي، وكان والد لبلبة مارًا صدفة فعرفني وشاهد ذلك الموقف، وطبعًا هو لم ينس معروفي فساعدني، فهكذا يا أصدقائي «من يُعِن يُعَن».

قصة: سارة منذر محمد
طرطوس - سورية
رسم: وفاء عادل ياسين - اليمن