مشروع إسكان «أم الروبيان».. د. محمد المخزنجي

مشروع إسكان «أم الروبيان».. د. محمد المخزنجي
        

          صار الموقف حرجا، وتناقص محصول الاستاكوزا فتراجع الإقبال على مطاعم المأكولات البحرية التي كانت تفخر بتقديم هذا الطبق الشهي غالي الثمن. والاستاكوزا، أو الكركند، التي يسميها أهل الخليج «أم الروبيان»، من أكبر القشريات البحرية وأكثرها ندرة، وهي تعيش على القاع ولها طرق خاصة في الصيد، ومواسم محددة ممنوع تجاوزها حتى لا تنقرض. وعلى الرغم من تطبيق هذه الشروط، إلا أن محصول الصيد من هذه القشريات استمر في التناقص إلى حد يهدد بانقراضها، وكان لا بد من الرجوع لعلماء البحار والكائنات البحرية، لمعرفة السر، وإيجاد الحل.

          استجاب علماء البحار والكائنات البحرية لنداء إنقاذ الاستاكوزا المهددة بالانقراض، وهبطوا بغواصات البحث العلمي إلى القاع الذي تعيش عليه الاستاكوزا لإجراء بحوثهم على أرض الواقع، وكانت النتائج مفزعة: فقاع البحر صار مزبلة بحرية تتراكم عليه النفايات التي تلقيها السفن، كما أن خبث المصانع ومياه الصرف التي وصلت إلى هذا القاع كونت  غطاء زلقا من الأوساخ الدقيقة تغطي الرمل والصخور حيث تعودت الاستاكوزا أن تعيش. فماذا يقترح العلماء؟

          إن الاستاكوزا، أو أم الربيان، تتكاثر بنظام دقيق، فهي تحمل  بيضها حتى يفقس عن يرقات دقيقة، وتظل هذه اليرقات تهيم في المياه قرب القاع  من دون أن تتناول أي طعام حتى تعثر على مكان نظيف تعيش فيه وتنمو إلى الطور اليافع، وهي كلما نمت تخلع عنها قشورها لتكتسي بقشور جديدة، وإذا لم تجد المكان النظيف تواصل التجوال فتتعرض للهلاك عندما تفترسها كائنات بحرية أخرى أو يطوح بها التيار الجارف نحو أماكن لاتلائم استمرارها في الحياة. فما الحل؟

          طبقا لاقتراح العلماء تم إنزال صخور نظيفة إلى القاع في الأماكن التي اعتادت ام الروبيان العيش فيها، لتأوي إليها اليرقات وتنمو وتواصل دورة حياتها، فلا تنقرض. وجاءت أولى نتائج هذا المشروع الإسكاني المبتكر مبشرة، حيث زاد محصول الصيد وعادت أطباقها الفاخرة الحمراء الشهية، وهم نم هم هم. بالهنا والشفا.

 


 

محمد المخزنجي