الخاتم السحري

الخاتم السحري
        

          كان يا مكان، ليس في قديم الزمان.. كانت هناك بنت صغيرة تدعى ليلى، وكانت ليلى تحب قراءة القصص كثيرًا، وبينما كانت ليلى تبحث عن كتاب كانت قد أضاعته بين بقية اللعب، وجدت مصادفةً خاتمًا جميلًا له حجر كبير براق، لقد ذكرها هذا الخاتم بخواتم الساحرات اللواتي قرأت عنهن في كثير من القصص والحكايا التي طالعتها.

          فرحت ليلى أشد الفرح واندفعت مسرعة إلى والدتها لتخبرها - ماما.. لقد وجدت خاتمًا سحريًا.. انظري..

          ضحكت أمها وأجابتها: جيد احتفظي به إذن..

          جلست ليلى على الأريكة وهي تشعر بفخر كبير، متأملة خاتمها الجميل ذا المعدن البراق والحجر الملون..

          ولا بد أنها قد غرقت في النوم، حيث ظهرت أمامها فجأة ساحرة ترتدي ثوبًا مزركشًا، وقبعة طويلة عليها نجوم صفراء كالعادة.. خاطبتها الساحرة التي كانت هي أيضا تلبس خاتمًا مشابهًا لخاتم ليلى، لكنه مختلف قليلًا:

          - عندما ترتدين هذا الخاتم يا صغيرتي سوف تقدرين على فعل كل شيء..

          سوف تقدرين على فعل كل شيء..

          ثم أفاقت ليلى على صوت أمها وهي تقول لها:

          هل رتبت غرفتك يا ابنتي ووضبت كل شيء؟..

          مسحت الصغيرة عينيها غير مصدقة، وتطلعت حولها.. آه.. الخاتم ما زال في يدها.. إذن كما توقعت تمامًا إنه خاتم سحري.. حقًا إنه خاتم سحري وهو بحوزتها الآن..

          قفزت بحماس من على الأريكة وهرعت لترتب غرفتها..

          وفي شدة استغرابها رتبت ليلى كل شيء بسرعة خارقة، حتى أن غرفتها بدت أجمل من السابق..

          «لا بد أنه تأثير الخاتم السحري» فكرت الصغيرة.. ذهبت إلى المطبخ، وبعد العشاء ساعدت والدتها في غسل الصحون والأطباق وتنشيفها..

          قالت أمها: شكرًا ليلى، لقد كنت سريعة وماهرة.

          ردت ليلى بسعادة: إنه الخاتم السحري يا ماما، أستطيع الآن أن أفعل كل ما أريده..

          وفي اليوم التالي، كانت المدّرسة مسرورة منها لأنها قدمت وظائفها تقريبًا خالية من الأخطاء، لذلك امتدحت تركيزها الجيد في دروسها وشجعتها على المثابرة..

          ابتسمت ليلى وفكرت بينها وبين نفسها.. إنه الخاتم السحري.. وهكذا.. كلما قامت ليلى بفعل جيد أو قالت قولًا حسنًا، ردت السبب لارتدائها ذلك الخاتم.. كانت تظن أنه فعلا يملك قوى خارقة تمنحها قدرة خاصة..

          إلى أن جاء يوم كانت تلعب فيه بالحديقة مع أصدقائها ولم تنتبه من شدة انهماكها في اللعب إلى سقوط الخاتم من يدها بين الأزهار المحيطة بالأرجوحة..

          عادت إلى البيت وقد نسيت أمره تمامًا، رتبت غرفتها بمهارتها المعتادة، وساعدت أمها ثم نامت بسرعة من التعب، وفي اليوم التالي أيضًا نسيت أمر الخاتم وهي تركض مسرعة لتلحق بباص المدرسة حيث كان يومها هناك حافلًا بالنشاط والاجتهاد فهي كانت تلميذة مجدة وذكية كالمعتاد.

          في المنزل بعد تناول الغداء انتبهت ليلى أخيرًا لغياب الخاتم وكادت تفقد صوابها.. عندها أخذتها أمها وأجلستها قربها ثم قالت لها:

          - ليلى يا ابنتي، لقد أضعت الخاتم منذ البارحة، ومع ذلك كنت بارعة في إتمام وظائفك وتدبير أمورك، لا تعتقدي إذن أن خاتمًا براقًا يمكن أن يجعلك أفضل مما أنت في الحقيقة، فكوني واثقة تمامًا أنك تستطيعين فعل كل ما تريدين بخاتم أو من دونه.

          فهمت ليلى كلام والدتها جيدًا، ثم عانقتها وانصرفت إلى غرفتها ترسم خاتمًا على ورقة تعلقها قرب سريرها لتتذكر دائمًا ما قالته لها والدتها.

 


 

قصة ورسوم: عفراء اليوسف