معسكر.. التحدى والمغامرة

معسكر.. التحدى والمغامرة
        

          - مع بداية موسم المخيمات البرية التي دائما ما يتلهف عليها الناس في الكويت لكي ينطلقوا ويتحرروا بعيدا عن الحوائط الاسمنتية التي يعيشون حولها في بيوتهم.. كان أول المنطلقين هو فريق كشافة النادي العلمي الكويتي بقيادة القائد العام محمد حسين البحر وفائد الفرق خالد اللنقاوي مع عدد من الكشافة والمساعدين، انطلقوا إلى إقامة المعسكر الأول للتحدي والمغامرة وكان من ضمن المدعوين «جمول».

الكشافة يشتغلون بالأموال

          فى البداية تجمع الكشافة فى مركز تدريب الجهراء لكي يجهزوا عدتهم ويتعرفوا على برامج المعسكر الذي يهدف إلى تدريب الكشافة على طريقة تشغيل الأموال.

          في الصباح بدأت الطلائع (وهي جمع طليعة) - فريق كشافة يرأسهم قائد - بتحية العلم ثم تمارين الصباح وبعدها تناولوا وجبة الإفطار ثم اجتمعوا لتوزيع الأوراق النقدية على الطلائع بالتساوي على أساس أنه رأس مال للاستثمار.

          والأوراق النقدية ماهي الا عبارة عن أوراق خاصة بالكشافة رسم عليها الشعار الخاص بهم وقسمت لفئات نقدية كالحقيقية تماما، وهي تعطى كمكافأة لفريق الكشافة حتى يستخدموها فى شراء احتياجاتهم من طعام وخلافه، ومن خلال البرامج الاستثمارية التي وضعت خصيصا لهم للتنافس على تنمية أموالهم فهم يستطيعون أيضا استثمار المبالغ التي حصلوا عليها في سوق الأوراق المالية (البورصة) المعدة للكشافة، وهي تختلف بالطبع عن البورصة الحقيقية.

          كانت المسابقات هادفة وممتعة من حيث تنوعها وإثارة الحماس في صفوف الكشافة.

          فرح «جمول» عندما شدوا الرحال من مركز التدريب الى المخيم المقام فى منطقة الصبية التي تعتبر من أجمل المناطق المرتفعة والتى يتهافت عليها الكويتيون لاقامة مخيماتهم، أما «جمول» فهو يعشقها لأنه عاش طفولته في مكان مشابه لها.

          من ضمن المسابقات التي شارك فيها «جمول» الكشافة  مسابقة الألعاب الشعبية ومنها لعبة «العنبر» التي هي عبارة عن وضع سبعة أحجار صغيرة منتظمة الشكل بعضها فوق بعض حيث يعمل فريق متنافس على رمي الأحجار بكرة صغيرة ثم محاولته ضرب الفريق الآخر بنفس الكرة  ليبعدهم عن ترتيب الأحجار بعضها فوق بعض.

          في اليوم التالي قام فريق الكشافة بزيارة جسر جزيرة بوبيان وهو الجزء الذي يربط بين الكويت والجزيرة.

مسابقة الطائرات الورقية

          لم تنس الطلائع اقامة مسابقة الطائرات الورقية، وقد اختلفت الطائرات المشاركة من حيث ألوانها وأحجامها وهي تحلق في الفضاء الرحب حيث كانت محط اعجاب المخيمات في منطقة الصبية وسرعان ما شاركهم المخيمون متعتهم في هواية الطائرات الورقية الخاصة بهم.

          كان التفاعل والحماس هو الشعور السائد الذي تعامل به الجميع وخاصة جمول، فقد ازداد حماسه عندما أمسك بطائرة ورقية على شكل جمل.

          ساعدت بيئة الكويت الصحراوية على إضفاء متعة علمية جيولوجية على طلائع المعسكر للتعرف على أنواع الصخور الموجودة في منطقة الصبية التي احتوت على آثار أحفورية لإضافتها للمتحف الخاص بالكشافة. ومن أهم ما تعلمه الكشافة في الرحلة الكشفية  التعرف على الجهات الأربع الأصلية بملاحظة بيوت الزواحف واتجاهاتها، لأن بيوت الزواحف تتجه للجنوب وبالتالي بالإمكان تحديد باقي الاتجاهات لمعرفة الطريق عند الضرورة.

          وقد تمت زيارة محمية صباح الأحمد الطبيعية واستطاع الكشافة أن يلاحظوا الفرق بين النباتات المحمية والنباتات الأخرى خارج نطاق المحمية التي تعرضت للرعى الجائر وداستها عجلات السيارات وبناء المخيمات التي قضت على جزء كبير منها فغدت الأرض جرداء قاحلة

أكلات «جمول» المفضلة

          أرشد «جمول» طلائع الكشافة إلى بعض النباتات المهمة التي يحب أن يأكلها كحيوان صحراوي وهي نبات العرفج الذي يحمل أزهارا صفراء ولها أفرع فضية خفيفة الأوراق، وتعتبر من أفضل النباتات التي استخدمت كوقود وخاصة قبل اكتشاف النفط. وأما نبات العاقول فهو شجر صغير وغزير الأشواك وتم تصويره والتعرف على أنواعه وتدوينها في كتيب الكشافة لعرضها في لوحة خاصة.

          لقد كان انتظام طلائع الكشافة في أداء الصلوات الخمس في أوقاتها  دليلا واضحا على انضباطهم في أداء الفرائض مهما كان انشغالهم، وفي نهاية كل يوم يقام حفل عشاء وسمر يظهر فيه الشباب مواهبهم بعمل اسكتشات خفيفة ظريفة وتمثيليات هادفة وفقرات غنائية ممتعة.

موقف طريف جدا!

          من أطرف الحوادث التي شهدها المعسكر هروب عنزة من مخيم الكشافة الى البر مما دفع بعض أفراد الكشافة للحاق بها بعد أن نبههم إليها صراخ «التيس» (ذكر الغنم) وهو واقف على حافريه الخلفيين من وراء السياج ينادى بشكل هستيرى أضحك الجميع!

 


 

حصة الشميمري   

 




فريق الكشافة في النادى العلمى الكويتى