ورشة الفنون التشكيلية.. عبد العزيز دراب
ورشة الفنون التشكيلية.. عبد العزيز دراب
كانت فكرة... ثم تحولت إلى تجربة. تجربة عشناها في ورشة دار الثقافة بابن سليمان (المغرب) لم تكن تنقصنا الألوان.. فقد غصت القاعة بعلب كثيرة من الألوان وتطايرت الأوراق البيضاء هنا وهناك بين أبدي رواد الورشة الصغار.. ولم نسع إلى البحث عن المناظر الجميلة خارج القاعة.. فمربعات النوافذ كانت تؤطر للوحات رائعة حقيقية، والأشجار الباسقة كانت تمد أغصانها عبر النوافذ تدعونا لرحلة في عالم الألوان الزاهية. ولم نتعب في البحث عمن يملأ الورشة بهجة وحيوية.. فإعلان صغير عن افتتاح الورشة هنا وآخر هناك، جلب العشرات من الأطفال الراغبين في اكتشاف عالم الألوان والأشكال حتى امتلأت جميع المقاعد وأصر بعضهم على خوض التجربة واقفًا. ركبنا السفينة وبدأت رحلة الألوان.. وكنت أنا قبطان السفينة - تساورني الشكوك في البداية. خفت أن يتخلى عني الربابنة الصغار بعد تجربة أو تجربتين. لكن بحر الألوان أغراهم وحب الاستطلاع حبس أنفاسهم. فحمل كل واحد منهم ريشة وأخذ يجذف بها على المساحات البيضاء فبدت لهم في أعماقها عرائس البحر وكنوز علي بابا.. كان الأطفال الصغار تعلو ثغورهم ابتسامات وهم يدورون حول الطاولات. يختار بعضهم لونه المفضل.. وينظر آخر إلى لوحته من بعيد بإعجاب، ويحاور آخر ريشته بلغة الألوان وقد أخرج لسانه وكأنه يتذوق طعم الإبداع. هل تذوق بعضكم طعم الإبداع؟ إذا رغبتم يومًا ما في تذوق طعم الإبداع بنكهات خضراء وصفراء وحمراء.. فتعالوا إلى ورشتنا.. فالوجبة بالمجان!
|